لا قواعد للعبة العداء بين طهران وتل أبيب.. ولا جغرافيا أيضًا، صوت النار يهمس في العلن والسر.. ومع كل تحرك تفوح رائحة النوايا المبيتة ما يجعل التنبؤ بالخطوة القادم أشبه بالمهمة المستحيلة.
"حرب الظل" بين العدوين لم تعد مقتصرة على الشرق الأوسط أو حتى أوروبا، فبعد أعوام من الاغتيالات السرية وهجمات القرصنة، تمد إيران اليوم خيوطها إلى الجغرافيا البعيدة، هناك في أمريكا الجنوبية، حيث كشفت واحدة من أخطر محاولات الاغتيال الدبلوماسية.
المخطط الذي أحبط باللحظات الأخيرة لم يكن نتاج فرقة صغيرة أو مجموعة محددة، بل جزء من شبكة خفية تحيك خيوطها وحدات من فيلق القدس في الظلام، لتقول إن يد طهران قادرة على الوصول إلى أي نقطة في العالم.
مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون كشفوا عن محاولة إيرانية لاغتيال السفيرة الإسرائيلية في المكسيك، إينات كرانز-نيغر، قبل أشهر قليلة، عملية قادها "حسن إيزادي" أحد عناصر الحرس الثوري، بدأ مخططه منذ 2024 انطلاقًا من السفارة الإيرانية في فنزويلا، لكن المهمة أجهضت على يد أجهزة الأمن المكسيكية وبدعم استخباراتي من الولايات المتحدة.
"ناقوس إنذار" دق في واشنطن وتل أبيب بعد الكشف عن المخطط، فوفقًا لمحللين تشير محاولة الهجوم إلى أن إيران تدير بنية تحتية واسعة النطاق في أمريكا اللاتينية، تهدف إلى مهاجمة أهداف إسرائيلية وأمريكية، ما يفتح صفحة إضافية في كتاب يحمل عنوان "الخطر القادم من طهران".
ولأن المخطط الإيراني لا يصنف في خانة المفاجئ وفقًا لمطلعين، فإن ملف السفيرة الإسرائيلية في مكسيكو يفتح ساحة جديدة للعداء مع إسرائيل، فهل تصبح السفارات ميادين حرب غير معلنة بين الجانبين، أم أن كشف المخطط الحالي يهدئ من حدة المواجهة؟
