غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوبي لبنان
في غزة، الهدوء يحمل ملامح ترقب يشبه استراحة قصيرة تفصل بين معركتين.
وفي كنف هذه الهدنة الهشة، تشتعل حرب أخرى دموية: حماس تبدأ مطاردة أعدائها داخل غزة.
مسلحون قاتلوا جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي ضد الحركة خلال الحرب الأخيرة.
أشهرهم: ياسر أبو شباب، الاسم الذي أصبح عنوانًا للتمرد.
حماس بدأت تخاطب أعداءها بنبرة الانتقام: لا مكان لمعارضين مسلحين في غزة.
"خائن، دمه مهدور، أداة انتهت صلاحيتها"، هكذا وصف إعلام حماس أبو شباب.
صحيفة "فلسطين" التابعة للحركة ذهبت إلى أبعد من ذلك: "هو أقل من إنسان".
بينما هو يظهر بفيديو على عربة عسكرية، متحديًا، متحدّثًا عن "أرضه" و"حقه في القتال".
ليلة الجمعة كانت كاشفة، رصاص واشتباكات ودماء على الأسفلت في جباليا ورفح وخان يونس،
المشهد الصادم وسط العتمة كان مقتل محمد عقل، نجل القيادي في القسام عماد عقل.
رصاصة من "الداخل"، فتحت بوابة جحيم جديدة وأججت شعلة الانتقام.
قادة الميليشيات مثل حسام الأسطل وأشرف المنسي يعلنون التحدي، مؤكدين أنهم البديل الشرعي لحماس.
إسرائيل من جهتها تراقب، لكنها لن تمنع اشتعال الحريق بين حماس والميليشيات، بينما ارتفعت أصوات داخلها ترفض استقبالهم.
هي معركة بقاء ومعركة كسر عظم بكل تأكيد، ما يحدث اليوم في القطاع يتجاوز تصفية حسابات إلى صراع على من يكتب سطر الحكم القادم.
الدم في غزة لم يجف بعد، لكنه هذه المرة ليس من إسرائيل، بل من الداخل.
فهل ما نراه هو بداية لعودة حكم حماس؟