عندما تغيب التهدئة، وتتعثر لغة السياسة، ينطق الميدان بلغته القاسية. ففي تطوّر لافت ومثير للقلق، أعلنت حركة "حماس" تفعيل بروتوكول "التخلص الفوري" من الرهائن، في خطوة تنذر بتحوّل خطير في مسار المواجهة، بعد تعثر مفاوضات التهدئة في العاصمة القطرية الدوحة.
القرار، الذي نُقل عبر منصة "الحارس" المقربة من الحركة، جاء على لسان ضابط أمني في غزة، أكد أن وحدات تأمين الأسرى رفعت جاهزيتها الكاملة، وتستعد للتعامل مع أي محاولة إسرائيلية خاصة تهدف إلى تحرير الرهائن بالقوة. دون الكشف عن تفاصيل تنفيذ البروتوكول، إلا أن مضمونه، وفق مراقبين، لا يترك مجالًا للغموض: أي اقتراب عسكري، يعني تصفية فورية.
في المقابل، أثار هذا الإعلان موجة تحذيرات داخل إسرائيل، حيث وصف خبراء عسكريون القرار بأنه تهديد مباشر لحياة الرهائن. واعتبروا أن "المعنى الواضح هو القتل الفوري إذا بدأت أي محاولة إنقاذ".
في خضم ذلك، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن التوصل إلى اتفاق مع "حماس" أصبح شبه مستحيل، مضيفًا: "أعتقد أنهم يريدون الموت، ويجب إنهاء الأمر بسرعة". كما أشار إلى أن بقاء عدد محدود من الرهائن يجعل أي تفاهم مستقبلي أكثر تعقيدًا.
وسط هذه التطورات، يقف المشهد على شفا تصعيد مخيف، تتداخل فيه الحسابات الأمنية بالرهانات السياسية، بينما يبقى مصير الرهائن متأرجحًا بين قرار التصفية وفرصة ضئيلة للنجاة.