مع انطلاق موسم 2025-26، ما يزال الغموض يكتنف مكان إقامة مباريات برشلونة البيتية. فمنذ أن شرع النادي في مشروع تجديد كامب نو في يونيو 2023 بتكلفة 1.5 مليار يورو، اضطر الفريق إلى خوض مبارياته على استاد مونتجويك، فيما تتواصل أعمال التطوير دون اكتمال.
جوان لابورتا، رئيس النادي، شدد مرارا على أن العودة إلى الملعب التاريخي، الذي ستبلغ سعته بعد التحديث 105 آلاف متفرج، تمثل خطوة محورية لإنعاش الوضع المالي المتأزم. وكان الموعد الأخير المعلن لإعادة الافتتاح هو 14 سبتمبر أمام فالنسيا بسعة مؤقتة تقارب 27 ألف مقعد، وهو ما كان سيتيح استضافة مباريات دوري أبطال أوروبا، إلا أن المشروع يواصل مواجهة العراقيل.
المخطط الأصلي كان يقضي بالعودة في نوفمبر 2024، غير أن انسحاب فرق التصميم الأولى، وضعف خبرة الشركاء الجدد، إلى جانب تعقيدات التصاريح وشكاوى السكان وأزمات التوريد، كلها عوامل أبطأت وتيرة العمل.
ومع حلول صيف 2025، كان من المفترض أن تُقام مباراة خوان جامبر على كامب نو، لكنها نُقلت إلى ملعب يوهان كرويف الصغير. ورغم نشر النادي لاحقا مقطع فيديو يظهر تقدما في بعض المدرجات وأرضية الملعب، فإن المشهد كشف في الوقت نفسه عن حجم العمل المتبقي، في ظل غياب شهادة إتمام الأعمال أو رخصة الإشغال الضرورية لفتح الأبواب أمام الجماهير.
رابطة الدوري الإسباني منحت برشلونة مرونة بجدولة أول ثلاث مباريات له خارج ملعبه، لتكون مواجهة فالنسيا الأولى “البيتية” في 14 سبتمبر، لكن مكانها ما يزال غير محسوم. فبينما تصر الإدارة على عدم العودة إلى مونتجويك، يعد نائب عمدة برشلونة أن هذا الخيار هو الأكثر واقعية. كما لا يُستبعد أن يخوض الفريق اللقاء في كامب نو خلف أبواب مغلقة إذا حصل على ترخيص استثنائي.
وعلى صعيد دوري الأبطال، أبلغ النادي الاتحاد الأوروبي رغبته في استضافة مبارياته القارية على كامب نو. وقد زار مفتشو يويفا الملعب لتقييم جاهزيته، لكن القرار النهائي بيد الاتحاد، الذي قد يفرض على برشلونة العودة إلى مونتجويك إذا لم يُعد الملعب مؤهلاً بعد.
الأزمة تتجاوز البُعد الرياضي، إذ خسر برشلونة نحو 90 مليون يورو عن كل موسم قضاه في مونتجويك، ما يساوي قرابة 180 مليون يورو خلال موسمين، فيما لم يطرح النادي حتى الآن تذاكر الموسم الجديد. كما تعطلت خطط بيع حقوق مقاعد كبار الشخصيات التي كان يُعوَّل عليها لتوفير 100 مليون يورو تساعد في تلبية متطلبات سقف الرواتب، ما زاد من الأعباء المالية على الإدارة.
اليوم، وبين وعود متكررة وواقع أكثر تعقيدا، يقف برشلونة أمام مفترق طرق، العودة إلى كامب نو ولو بسعة محدودة، أو الاستمرار في الغربة الكروية التي تستنزفه ماليا وتربك جماهيره.