الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
على رقعة شطرنج دولية مشتعلة، تتسارع التحركات الدبلوماسية والعسكرية في اتجاهين متضادين يكشفان عن تحوّل استراتيجي عميق في النظام العالمي.
الهوة تزداد بين معسكرين متواجهين، أحدهما تقوده روسيا والصين ومعهما كوريا الشمالية، والآخر تقوده الولايات المتحدة وأوروبا.
وما بين جبهتي أوكرانيا وتايوان، تتسارع الأحداث كاشفة عن لحظة فارقة في التاريخ الجيوسياسي الحديث.
زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى كوريا الشمالية تندرج في سياق توطيد تحالف استراتيجي بين موسكو وبيونغ يانغ، تحالف لم يعد يقتصر على التفاهم السياسي، بل امتد إلى التعاون العسكري المباشر.
فتصريحات لافروف عن دعم كوريا الشمالية "غير المشروط" للعملية العسكرية في أوكرانيا، وإرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين للمشاركة في الحرب، تمثل انقلاباً في طبيعة العلاقة بين البلدين، وسط تلميحات روسية واضحة إلى تفهم "مبررات" البرنامج النووي الكوري.
في المقابل، تبدو أوروبا وكأنها تخرج من ظل الضمانة الأمريكية التقليدية. التنسيق النووي غير المسبوق بين فرنسا وبريطانيا، والتلويح بمظلة ردع أوروبية مشتركة، يعكس قلقاً متزايداً من تراجع الالتزام الأمريكي، خاصة بعد عودة دونالد ترامب إلى الحكم. الإعلان الفرنسي البريطاني ليس مجرد بيان رمزي، بل نقطة بداية في مسار طويل نحو الاستقلال الدفاعي الأوروبي، في وجه ترسانة روسية نووية تتجاوز بأشواط ما تملكه أوروبا.
في آسيا، تنفجر جبهة تايوان على وقع تدريبات عسكرية غير مسبوقة تحاكي "غزواً صينياً"، بالتزامن مع تحذيرات أمريكية متكررة من نيات بكين التوسعية. ويبدو أن تايوان بدورها تتحول إلى "أوكرانيا شرقية"، في ظل حسابات كبرى تتقاطع عند حدود مضيق تايوان.
المشهد لا يحمل مجرد مؤشرات على التوتر، إنه يفتح الباب على مصراعيه أمام إمكانية تصعيد واسع النطاق.
تحالفات تتعمق، وتوازنات ترتج، وردع نووي يُعاد تعريفه من جديد.
إنه زمن الاصطفافات الكبرى، حيث لا مكان للحياد، وكل تحرك على رقعة الصراع بات محسوباً بالثواني وبالصواريخ العابرة للقارات.