مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
عندما استعد لويس إنريكي لقيادة باريس سان جيرمان في أولى مبارياته بدوري أبطال أوروبا، لم يكن هناك مفر من السؤال الذي يلاحق كل من يجلس على دكة "حديقة الأمراء":هل يستطيع باريس أخيرًا الفوز بدوري الأبطال؟
لكن إنريكي، القادم من مدرسة الصبر والبناء، لم يظهر اندفاعًا، بل قالها بوضوح:
"عندما يصاب نادٍ ما بهوس تجاه شيء معين، فإن ذلك لا يكون جيدا أبدا. يجب أن نمتلك الطموح، لا الهوس".
كان ذلك التصريح بمثابة خريطة طريق لمشروعه الجديد، الذي بدأ أولى خطواته بإغلاق صفحة "الغلاكتيكوس"، حين غادر نيمار، وميسي، وراموس. فالإدارة أدركت، أخيرا، أن جمع الأسماء اللامعة لم يكن السبيل لتحقيق المجد القاري.
في موسمه الأول، بدا أن إنريكي يضع الأسس الصحيحة للفريق الذي لم يخسر خارج أرضه في الدوري، وحقق رقما قياسيا تاريخيا، وبلغ نصف نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، رغم خروجه أمام دورتموند "غير المرشح للقب" بهدف دون رد ذهابا وإيابا.
ولم يكد الحبر يجف على تقارير الخروج الأوروبي، حتى جاء الإعلان الرسمي، كيليان مبابي إلى ريال مدريد، تاركا خلفه فراغا واضحا على مستوى اللمسة الأخيرة في الفريق، وهكذا، ومع غياب النجوم الكبار، وهدوء الضجيج الإعلامي، بدأ باريس إنريكي يتشكل كفريق يلعب بفكرة، لا بأسماء.
وما بدا في البداية مجرد حلم، حوله مهندس التدريب البالغ من العمر 55 عاما إلى واقع ملموس، بعدما آمن بأن الروح الجماعية والانضباط تتفوق على الأسماء اللامعة، وبأن ترسيخ فكرة "الفريق الواحد" في أذهان اللاعبين تصنع مجموعة تلعب بروح واحدة، لا لأجل نجم أو اسم.
واليوم، يقف على بعد مباراة واحدة من التتويج بلقب كأس العالم للأندية، بعدما وضع يديه على التاج القاري قبل أسابيع، وأضاف إليه الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، وكأس السوبر، في موسم استثنائي يُعيد رسم هوية فنية صارمة نجح لويس إنريكي في ترسيخها، مكنته من فرض هيمنة باريس سان جيرمان على كبار القارة، بخماسية إنتر ورباعية السيتي، وثلاثية آرسنال ذهابا وايابا وإقصاء ليفربول.
أما آخر ضحاياه فكان ريال مدريد، الذي تلقى رباعية جديدة في مونديال الأندية بعد موسم للنسيان، ولم يصمد أمام المد الباريسي في تسعين دقيقة أظهرت بأن لا منافسَ لباريس في الوقت الراهن.
ولتدرك جيدا تأثير إنريكي على الفريق، عليك بإلقاء نظرة على عثمان ديمبيلي هذا الموسم، فبشكل غير متوقع، ملأ ديمبلي الفراغ الهائل الذي تركه مبابي بعدد أهداف بلغ 35 هذا الموسم في جميع المسابقات، فهذا هو إنريكي... المعادلة المعقدة التي لا يفهمها إلا من يعرف معنى أن تنهض من الرماد وتبني فريقا يُرهِب القارة، والعالم.