مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
ما كان مستحيلاً قبل أربعة عشر عاماً، تحقق في ثلاثين دقيقة، هي تلك التي جمعت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع نظيره السوري، أحمد الشرع، في الرياض.
بعدما أبدى إعجابه بالشاب الجذّاب وصاحب الماضي القوي، اتخذ ترامب قراراً "مرتجلاً" برفع العقوبات، وأعطى الإشارة لعودة سوريا إلى المجتمع الدولي، ودار حديث في الكواليس عن صفقة مع الشرع، تتضمّن شروطاً بعضها تم إنجازه على وجه السرعة، وأخرى ممكنة وقيد الإجراء، لكن صعوبات وتعقيدات يواجهها الحاكم الجديد في دمشق، مع شروط فيها الكثير من أدوات الاستدراك.
ثمانية شروط وفي روايات أخرى اثنا عشر شرطاً، أغلبها صار من الماضي، ولم يبق سوى خمسة شروط قيد البحث والنقاش والجدل، وربّما الرفض:
المقاتلون الأجانب
يشكّلون 20% من مجمل قوات المعارضة التي أسقطت نظام الأسد، والمواجهة معهم ستكون مكلفة، لذا فأمام الرئيس السوري تسويات وتنازلات في هذا الملف الذي سيبقى قيد الإجراء ربما لأشهر طويلة.
يبقى تحريك هذا الملف بيد تل أبيب، فالإدارة السورية الجديدة أبدت كل النوايا باتجاه التطبيع، لكن إسرائيل تصرّ على إخضاع تلك النوايا إلى اختبارات الجدية والصدق.
لا تمانع الإدارة السورية الجديدة بالاستجابة لمطالب واشنطن بإخراجها، لكن إلى أين؟ ملف شائك بالنظر إلى أن المقاتلين الفلسطينيين يحملون وثائق سورية، وليست هناك حتى الآن وِجهة لاستقبالهم.
هي بالفعل أصبحت قائمة، والتحدي الرئيس المتبقي للإدارة السورية في ملف علاقتها بإسرائيل هو أن تعلن للجمهور السوري حقيقة الخطوات التي تقبل القيام بها، وهذا ما لم يحصل حتى الآن.
أكد الشرع عدة مرات رفضه التام لأي نوع من المحاصصة، إذ يعتبر هو وأنصاره أنهم يمثلون الغالبية العربية السنية في سوريا، لكن إمكانية التفاوض واردة مع تنازلات محدودة وشكلية.
وفي النهاية، ستحتاج العقوبات الأمريكية وقتاً يتضمن إجراءات وتصويتاً لرفعها، وفي هذه الأثناء ستكون الإدارة السورية مطالبة أمام ترامب بتنفيذ كل الشروط، الممكن منها والمستحيل.