في زمن الحرب، هناك من يختار الكراهية.. وهناك من يختار أن يكتب رسالة.
تالا فلسطينية من غزة، وميشيل إسرائيلية من سديروت، مدينتان لا يفصل بينهما سوى كيلومترات قليلة وجدار عالٍ من الخوف والدمار.
في أكتوبر 2023، كانت كل واحدة منهما تعيش حياة مختلفة. ميشيل اختبأت في ملجأ من رصاص وهجوم، وصديقتها أُخذت رهينة.
تالا نجت من القصف والمجاعة، وشهدت موت أحبّائها واحدًا تلو الآخر.
ورغم كل ذلك، اختارتا أن تكتبا. بدأ الأمر برسائل إلكترونية، ثم حوارات، فصداقة.
عام ونصف من الكلمات، أصبحت اليوم كتابًا اسمه "قلوبنا التي لا تُقهر"، جمعتهما على أرض محايدة لإصداره، باريس.
في الساعة 11 ليلًا، تعانقتا.. بمناسبة صدور الكتاب.
ضحكتا من الفارق في الطول، تحدثتا عن الدراسة، عن الأكل، عن المدينة.
تالا قالت: "هذه أول مرة أخرج من غزة. كل شيء يبدو جديدًا."ميشيل أجابت: "سأريك باريس، كما لم ترينها من قبل."
في عيون تالا وميشيل لم يكن هناك "عدو"، بل إنسانة تشبهها، خائفة، حالمة، باحثة عن حياة ممكنة.