لأول مرة في تاريخ المنطقة، تعلن المجاعة رسميًا في غزة بعد 22 شهرًا من حرب أنهكت البشر والحجر، ودفعت نحو نصف مليون إنسان إلى مواجهة الجوع والموت وجهًا لوجه.
الإعلان جاء عبر التصنيف العالمي للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، ليكشف أن غزة لم تعد مجرد ساحة حرب، بل أصبحت ساحة موت صامت، حيث يموت الأطفال قبل أن تنفجر القذائف.
المعايير التي اعتمدها التقرير صادمة بقدر وضوحها.. طوابير طويلة خلف أكياس دقيق لا تكفي، وعيون متعبة تبحث عن لقمة، وأجساد نحيلة تترنح بين الحياة والموت.
وفي حين يصر المجتمع الدولي على المطالبة بإدخال المساعدات، تواصل إسرائيل إنكار وجود مجاعة وتربط كل شيء بمعركتها ضد حماس، فيما يواصل المدنيون وحدهم دفع ثمن حصار خانق لا يرحم.
ورغم هذه المأساة، تستعد إسرائيل لمرحلة جديدة في حربها، معلنة خططًا لاقتحام غزة واحتلالها الكامل.
عشرات آلاف الجنود في طريقهم إلى المدينة، والقصف المتواصل يدفع آلاف الفلسطينيين للنزوح، فيما يتحول الحصار إلى سلاح جماعي يضاعف معاناة المدنيين.
الآن أصبحت غزة خامس مكان في العالم منذ عام 2004 تسجل فيه المجاعة، لكن الفارق هنا أن غزة ليست بقعة نائية منسية، بل مدينة محاصرة، مشهودة على الهواء مباشرة.
غزة هي وجه الطفلة التي تبكي جوعًا.. وصوت الأم التي تبحث عن لقمة.. وصرخة الشيخ الذي يودع أحفاده واحدًا تلو الآخر.
هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، إنها لحظة سقوط للضمير العالمي، حين تصبح المجاعة واقعًا في قلب الشرق الأوسط، وعلى مرأى من شاشات العالم.