"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
تعيش الساحة السورية حالة من إعادة ترتيب موازين القوى، بعد أن أبلغت واشنطن حليفتها إسرائيل بأنها تعتزم البدء في سحب قواتها تدريجيًّا خلال الشهرين المقبلين.
هذا الانسحاب الأمريكي المرتقب الذي تمسّكت به إدارة ترامب سابقًا ويعاد طرحه الآن ينذر بفراغ أمني قد يُشعل سباق نفوذ جديد بين تركيا وإسرائيل بعد هدوء حذر تخللته المباحثات التركية الإسرائيلية..
بحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، لم تفلح الضغوط الإسرائيلية في إثناء الولايات المتحدة عن قرارها، رغم قلق تل أبيب من أن هذا الانسحاب سيمنح تركيا حرية أكبر لتعزيز وجودها العسكري شمال سوريا.
قال أحد المسؤولين الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة إن هذا الدمج قد يخفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى حوالي ألف جندي، وهي تقدر الآن بنحو ألفي جندي موزعين على عدد من القواعد معظمها في الشمال الشرقي، وأكد مسؤول أمريكي آخر خطة التخفيض..
لكنه قال إنه لا يوجد يقين بشأن الأعداد، وأعرب عن تشككه في إمكانية تخفيض بهذا الحجم في وقت تجري فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب مفاوضات مع إيران وتعزّز قواتها في المنطقة.
لا تخفي إسرائيل مخاوفها حيال هذا الانسحاب وتخشى أن يتسبب في قلب المعادلة الإقليمية، لكنها قد بدأت محادثات تنسيقية مع أنقرة لضبط إيقاع التحركات العسكرية في سوريا، وتجنّب مواجهات مباشرة وفق تحليل الصحيفة التي استعرضت تصريحات أردوغان الأخيرة حول استقرار سوريا، والتي قال فيها إن تركيا لن تسمح بتقسيم سوريا، متهما إسرائيل بالسعي إلى "نسف الثورة" من خلال تأجيج الخلافات العرقية والدينية في سوريا وتحريض الأقليات في البلاد على معارضة الحكومة، وهي تصريحات حادة بالمقارنة مع تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي أكد سابقا أن تركيا لا تنوي الدخول في صراع مع أي دولة في سوريا..
وبينما يتبادل الطرفان التصريحات النارية، يخرج ملف الانسحاب الأمريكي من سوريا مجددا ليوضع على طاولة ترامب الذي لم يُخفِ في هذه الولاية أو سابقتها رغبته بسحب القوات الأمريكية من سوريا، فهل ستضع أمريكا إسرائيل تحت الأمر الواقع؟ أم أن الحليفين سيجدان حلا يرضي جميع الأطراف؟