يشهد الخميس قمة ثنائية بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، التي ستكون أول زعيم أوروبي يلتقي ترامب، بعد أن أوقف بعض زيادات الرسوم الجمركية التي كان مُخططًا لها الأسبوع الماضي.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن ميلوني اليمينية المتشددة، تتمتع بعلاقات جيدة جدًّا مع ترامب، إضافة إلى علاقاتها المتينة مع نشطاء حملته "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وتتوجه إلى واشنطن لتحقيق توازن دقيق، فرغم تقاربها المعروف مع الرئيس الأمريكي، الذي وصفها سابقاً بـ"مصدر إلهام حقيقي"، فإنها تحتاج أيضاً إلى الحفاظ على الولاء لشركائها في الاتحاد الأوروبي.
وكانت ميلوني، الزعيم الأوروبي الوحيد الذي حضر حفل تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والآن، سيُختبر تأثيرها في الرئيس الأمريكي.
وتُمثل الزيارة، بحسب "الغارديان"، فرصة مثالية لميلوني لإظهار تقاربها مع ترامب، الذي تُمثل توجهاتها السياسية الطبيعية محور اهتمامه، مع تعزيز مكانتها كقناة نحو حوار أكثر جدوى.
ومن جهة أخرى، ستكون مهمة صعبة على رئيسة الوزراء، التي تُدرك أيضاً ضرورة حرصها على الحفاظ على ولائها لشركاء إيطاليا في الاتحاد الأوروبي.
وراء الكواليس، يُفهم أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وميلوني ناقشتا خطة عمل.
ومع ذلك، أثارت الرحلة المنفردة قلق حلفاء الاتحاد الأوروبي، حيث حذّر وزير الصناعة الفرنسي، مارك فيراتشي، الأسبوع الماضي من أنها تُهدد بتقويض الوحدة الأوروبية في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، ورغم مساندتها للحلفاء خلال إدارة جو بايدن الأمريكية، امتنع حزبها، "إخوان إيطاليا"، للمرة الأولى، عن التصويت على قرار البرلمان الأوروبي في مارس/آذار الذي يؤكد دعم كييف ضد العدوان الروسي.
وتقول كاثلين فان بريمبت، النائب الاشتراكية البلجيكية في البرلمان الأوروبي ونائب رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، إن المخاوف بشأن ميلوني "مفهومة".
وتضيف "لكن علينا أن نكون أكثر دقة. ميلوني تعلم أنها بحاجة إلى دعم المجلس والمفوضية والبرلمان في جميع المحادثات التي تجريها. لا يمكنها تجاوز ما تم الاتفاق عليه. هدفها الأول هو إيجاد حل وسط. وهذا بالضبط ما ستحاول ميلوني تحقيقه في واشنطن".
إلا أن أنطونيو جيوردانو، النائب عن حزب "إخوان إيطاليا" والأمين العام لحزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، والذي حضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة العام الماضي، يرى أن أولوية ميلوني ستكون إجراء حوار صريح مع ترامب، على أمل إنهاء الجمود بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ورغم أن حزب "إخوان إيطاليا"، وهو حزب ذو أصول فاشية جديدة، يتمتع بعلاقة وطيدة مع جمهوريي ترامب، فإن جيوردانو يرى أن ميلوني بارعة في "الوصول إلى مستوى عالٍ من التعاطف مع الجميع".
كما يشير إلى أن رئيسة وزراء إيطاليا كانت قامت "بعمل رائع مع جو بايدن أيضاً"، موضحاً أنها ستمثل إيطاليا، لكنها في المقابل ستكون صارمة بشأن تماسك أوروبا.