"المرصد السوري": استهداف سيارة على طريق مطار حلب الدولي
خطة اجتياح غزة ليست مجرد قرار عسكري، بل معركة حقيقية تدور رحاها داخل إسرائيل نفسها.. بين أروقة السياسة وجلسات الأمن، تتصارع الرؤى وتتباين المواقف، في مشهد يعكس عمق الانقسام وصعوبة الموقف، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة قد تفتح أبواب صراع داخلي لا تُحمد عقباه.
داخل إسرائيل، لم تكن الموافقة على هذه الخطة سهلة.. قيادات عسكرية وأمنية بارزة عبرت عن تحفظات جدية، معتبرة أن خطوة الاحتلال الكامل لغزة قد تُقود الجيش إلى "فخ تكتيكي" خطير، وقادة الأجهزة الأمنية مثل رئيس الأركان ورئيس الموساد، ورئيس مجلس الأمن القومي، تحفّظوا على القرار، مؤكدين أن هناك خيارات أخرى أكثر حكمة، وأقل خطورة على حياة الجنود والرهائن المحتجزين لدى حماس.
رئيس مجلس الأمن القومي حذّر من تبني منطق "الكل أو لا شيء"، مشيراً إلى أن الاجتياح الكامل قد يُضيع فرصاً ثمينة لتحرير الأسرى عبر تسوية تفاوضية.. لكن رغم هذه التحذيرات، استمر نتنياهو وكتلته في الضغط، وتم تمرير الخطة بعد جلسة ماراثونية استمرت أكثر من 10 ساعات.
على الصعيد الدولي، تلقت الخطة صفعة دبلوماسية كبيرة.. ألمانيا علّقت تسليم الأسلحة، وبريطانيا هدّدت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إن لم يتوقف التصعيد، في حين عبّرت دول أخرى، مثل: كندا، والتشيك، وبلجيكا، عن مخاوفها من تداعيات هذه الخطوة التي قد تزيد من معاناة المدنيين، وتضع حياة الرهائن في خطر.
هذا الانقسام العميق داخل إسرائيل بين السياسة والأمن يعكس واقعاً معقداً.. الجيش الإسرائيلي، رغم إرهاقه في الحرب المستمرة منذ عامين، مضطر، الآن، للتخطيط لتنفيذ خطة لم تُنسق بشكل كافٍ مع قياداته، ما يفتح الباب لتحديات لوجستية وعسكرية ضخمة. في المقابل، يحاول نتنياهو فرض 5 أهداف رئيسة من وراء هذه العملية، هي: نزع سلاح حماس، تحرير الأسرى، فرض السيطرة الأمنية على غزة، وتجريد القطاع من أي سلطة غير تابعة له، وإنهاء حكم حماس بالكامل.
لكن التحديات التي واجهتها تل أبيب ليست فقط عسكرية، بل دبلوماسية أيضاً، مع تزايد العزلة الدولية لإسرائيل التي قد تضعف دعمها الإستراتيجي، خاصة إذا ما واصلت الدول الكبرى تحركاتها ضد عملياتها في غزة.
في هذا المشهد المتوتر، يبقى السؤال.. هل ستكون خطة الاجتياح حلاً نهائياً أم بداية لدوامة أعمق من العنف والصراع، تنذر بصراعات داخلية وخارجية أكثر تعقيداً؟