مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
شمال مالي يغرق في الدماء.. قاعدة سومبي العسكرية تحولت إلى ساحة نارٍ، في أحد أكثر الهجمات دموية منذ شهور.
هجومٌ مفاجئ شنّته "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم "القاعدة"، أودى بحياة نحو 30 جنديًّا ماليًّا، بينهم القائد ونائبه، بعد معارك استمرّت ساعاتٍ طويلة، انتهت باستيلاء المهاجمين على مركباتٍ وأسلحةٍ قبل انسحابهم في الظلام.
الحدث المأساوي أعاد إلى الأذهان هشاشة الوضع الأمني في الشمال، بينما تصاعد الغضب الشعبي إثر جريمةٍ أخرى هزّت البلاد: إعدام الشابة مريم سيسيه علنًا، وهي تيكتوكر تبلغ من العمر عشرين عامًا، خُطفت من معرضٍ فني في تَمْبُكْتُو، قبل أن تُعدم في ساحة الاستقلال بمدينة تونكا، في مشهدٍ صادمٍ وثّقته مقاطع مصوّرة وانتشرت كالنار في الهشيم.
وفي خضمّ هذه الاضطرابات، شركة هندية كشفت السبت اختطاف 5 من موظفيها يعملون في مشروعٍ للكهرباء قرب مدينة كوبري غربي مالي، موضحةً أنه تم إجلاء باقي الموظفين إلى باماكو حفاظًا على سلامتهم.
وحتى الآن، لم تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن الحادث، فيما تواصل الأجهزة الأمنية التحقيق في منطقةٍ تشهد هجماتٍ مسلّحة متكررة.
سياسيًّا، حمّل وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب جهاتٍ خارجية مسؤولية، نقص الوقود المفتعل، متحدثًا عن "مؤامرةٍ لخنق البلاد". وقد فرض متشددون من جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" خلال الأسابيع الماضية حصارًا على واردات الوقود حتى العاصمة، ما أدى إلى إغلاق مدارس وعرقلة الحصاد الزراعي وانقطاعٍ واسعٍ للكهرباء.
ومع اشتداد الخناق على باماكو، تفتح تطورات الوضع في مالي ساحة جديدة للمنافسة الدولية بين الولايات المتحدة وروسيا، إذ يسعى النظام العسكري الحاكم، المتحالف مع موسكو، إلى مخرجٍ من أزمته المعقّدة.
مصادر سياسية في باماكو أكدت وجود محادثاتٍ أولية مع واشنطن حول سبل الدعم، بينما أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو أنه بحث مع وزير الخارجية المالي التحديات الأمنية المتفاقمة.
هو مشهدٌ ملتبس، تتقاطع فيه خيوط الإرهاب والجغرافيا والمصالح الدولية، تاركًا مالي على حافة اختبارٍ وجوديٍّ جديد.