الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
لم تعد جبال الأنديز هادئة كما اعتادتها الإكوادور.. فالتوترات انفجرت في موجة من الغضب الشعبي قادها السكان الأصليون ضد قرار حكومي مثير للجدل بإنهاء دعم الوقود.. اشتباك عنيف دار بين المتظاهرين وقوات الأمن شمال العاصمة كيتو أسفر عن مقتل مدني وإصابة 12 جندياً في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تهز البلاد.
الجيش ومنظمة "اتحاد الشعوب الأصلية في الإكوادور" تبادلا الاتهامات بشأن المسؤولية عن العنف.. المنظمة وهي أكبر كيان يمثل السكان الأصليين وصفت ما حدث بأنه "قمع حكومي دموي" مؤكدة أن الرجل البالغ من العمر 46 عاماً قُتل بالرصاص فيما تُرك آخر في حالة حرجة.
في المقابل أعلنت القوات المسلحة أن جنودها وقعوا في كمين نصبته "مجموعات متسللة" أثناء حراسة قافلة غذاء متجهة إلى الشمال ما أسفر عن إصابة 12 عسكرياً.
وزارة الداخلية ووزارة الدفاع التزمتا الصمت حيال سقوط قتيل بين المتظاهرين بينما أكدت النيابة العامة فتح تحقيق في "الاستخدام غير القانوني للقوة" في محاولة لتهدئة الشارع وضمان الشفافية.
الشرارة التي فجّرت الأزمة تعود إلى قرار الرئيس دانيال نوبوا في 12 سبتمبر إلغاء الدعم الحكومي لوقود الديزل لترتفع أسعاره بشكل حاد من 1.80 دولار إلى 2.80 دولار للجالون.. خطوة رأتها الحكومة ضرورية لوقف نزيف الميزانية لكنها بالنسبة لآلاف الفقراء من السكان الأصليين تعني زيادة خانقة في تكاليف المعيشة وتهديداً مباشراً لأسلوب حياتهم.
هذه ليست المرة الأولى التي يقود فيها اتحاد الشعوب الأصلية موجة احتجاجات واسعة.. ففي 2019 أجبروا الحكومة آنذاك على التراجع عن قرارات مشابهة بعد مظاهرات صاخبة شلّت البلاد لأسابيع.. واليوم يبدو أن التاريخ يعيد نفسه لكن بثمن دموي قد يضع حكومة نوبوا أمام اختبار هو الأصعب منذ وصوله إلى السلطة.