على خطوط التوتر بين كييف وموسكو، تكشف مكالمة هاتفية سرية عن أجواء من الشك والريبة لم يسبق أن ظهرت بهذا الوضوح. المكالمة، التي سُرِّبت إلى الصحافة، جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، وعددًا من قادة أوروبا، لتكشف عن توترات تتجاوز الخطاب الرسمي والبيانات الدبلوماسية.
وفق مجلة "دير شبيغل" الألمانية، حذّر ماكرون من احتمال أن تؤدي الولايات المتحدة ورقة غامضة قد تُضر بأوكرانيا وأوروبا، مشيرًا إلى وجود "خطر كبير على زيلينسكي" إذا لم تُصاغ الضمانات الأمنية بوضوح.
ومع ذلك، جاء الرد الرسمي من قصر الإليزيه لينفي أي حديث لماكرون عن "خيانة"، مؤكدًا أنه لم يستخدم تلك الكلمات، لتبقى الصورة الرسمية متحفظة، فيما المشهد السياسي خلف الكواليس يعج بالريبة والتحذيرات.
ميرتس، من جانبه، أضاف تحذيرًا صارمًا: على زيلينسكي توخي الحذر، إذ إن "هناك من يلعب" خلف الكواليس، في إشارة واضحة إلى مبعوثي الرئيس الأمريكي.
وفي هذه اللحظات الحرجة، عبّر الرئيس الفنلندي عن موقف داعم: لا يمكن ترك أوكرانيا مرهونة بين أيدي هؤلاء الوسطاء، مؤكداً ضرورة حماية زيلينسكي، ووافقه الأمين العام للناتو، ليصبح التحالف الأوروبي في حالة يقظة دائمة أمام ما يبدو أنه فجوة ثقة متنامية بين الأوروبيين والإدارة الأمريكية.
وبينما تستمر الدبلوماسية في صياغة خطة سلام من 19 نقطة بعد محادثات ماراثونية، تبقى روسيا متحفظة، موافقة على بعض البنود ومعترضة على أخرى، في حين يواصل مبعوثو ترامب أداء دور الوسيط المثير للجدل.
ما يميز هذه المكالمة ليس فقط تحذيرات ماكرون، بل الإشارة الواضحة إلى توتر خفي بين الشركاء الغربيين، حيث يبدو أن اللعب على الحافة بين التعاون والخيانة أصبح عنوان المرحلة، وأوكرانيا تقف في قلب هذه اللعبة المعقدة.