بين ضغوط التصعيد ودعوات التهدئة، كشفت مصادر عراقية أن المرجعية الدينية في النجف، وعلى رأسها علي السيستاني، ترفض إصدار أي فتوى تسمح بانخراط في الحرب بين إيران وإسرائيل.
رجل دين مقرّب من المرجعية أكد أن شخصيات مرتبطة بفصائل مسلحة زارت النجف مؤخرًا، تبحث عن "غطاء شرعي" لتحركاتها، لكن الرد كان حاسمًا: لا فتوى جديدة، ولا رغبة في جرّ العراق إلى ساحة حرب جديدة.
ورغم أن معظم هذه الفصائل لا تتبع السيستاني، بل تدين بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي، فإن صدور فتوى من النجف كان سيمنحها شرعية دينية وشعبية واسعة، تمنع محاسبتها وتبرر تحركاتها داخليًّا وخارجيًّا.
في المقابل، تتزايد التصريحات التي تلمّح إلى "وجوب الرد"، مع استعداد فصائل ونواب للامتثال لأي نداء يصدر عن المرجعية. والهدف كسب غطاء شرعي لتوسيع العمليات، وربما استهداف المصالح الأمريكية في حال تدخلت واشنطن لصالح إسرائيل.
الخبير الأمني رياض الجبوري حذّر من إدخال العراق في حرب غير محسوبة، قد تعيد مشهد الفوضى والانفلات.
ومع تمسّك النجف بخيار الحياد، يبقى السؤال: هل تصمد هذه المعادلة إذا انزلقت المنطقة أكثر نحو المواجهة؟ وهل تملك المرجعية وحدها القدرة على كبح جماح الفصائل... إن قررت القتال دون إذنها؟