logo
العالم
خاص

مصادر: السيستاني رفض إصدار فتوى لانخراط الميليشيات في الحرب

مصادر: السيستاني رفض إصدار فتوى لانخراط الميليشيات في الحرب
على السيستانىالمصدر: economist
20 يونيو 2025، 8:17 ص

كشفت مصادر عراقية مطلعة، أن المرجعية الدينية في  النجف لا تميل إلى إصدار أي فتوى بشأن الانخراط في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، وتحرص في المقابل على تجنيب العراق الانجرار إلى الصراع المسلح.

ووفقاً لرجل دين في حوزة النجف، مقرب من أجواء المرجعية، فإن "عدداً من الشخصيات المقربة من فصائل مسلحة زاروا النجف خلال الأيام الماضية، وعقدوا لقاءات مع رجال دين بارزين، بهدف الاستفسار عن موقف المرجعية الدينية من احتمالية إصدار فتوى جديدة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأضاف رجل الدين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الرد الذي تلقته الوفود حمل تأكيداً واضحاً على أن المرجعية ترفض، حالياً، الانجرار إلى أي مواجهة عسكرية، وتتمسك بخيار التهدئة وضبط النفس، مع التشديد على أن بيانات المرجع آية الله العظمى علي السيستاني الأخيرة كافية للتعبير عن موقف النجف من تطورات الحرب بين إيران وإسرائيل".

ضوء أخضر

وبرغم أن أغلب الفصائل المسلحة العراقية لا تقلّد مرجعية السيستاني، وتدين بالولاء المباشر إلى "الولي الفقيه" في طهران، إلا أن صدور أي فتوى من النجف سيعتبر بمثابة ضوء أخضر يمنح هذه الميليشيات غطاءً شرعياً وتحشيداً شعبياً واسعاً، ويمنع التشكيك في تحركاتها داخل العراق وخارجه.

وترغب تلك  الميليشيات من وراء ذلك في تخطي أي ملامة داخلية أو انتقادات رسمية في حال تصاعد التوتر، وفسح المجال أمام أنشطتها العسكرية تحت مظلة دينية، ما يعزز موقفها أمام الجمهور، ويمنحها مساحة أوسع من التأييد.

ومنذ أيام، تدفع جهات برلمانية وعدد من الميليشيات المسلحة باتجاه إمكانية إصدار فتوى جديدة من المرجع الديني في النجف، عبر بيانات وتصريحات تلمّح إلى "وجوب الرد" على التصعيد الإسرائيلي، وتؤكد استعدادها لأي فتوى تصدر من النجف، كما تدعو إلى تحشيد الشارع العراقي لمساندة إيران إذا تطورت المواجهة إلى تدخل أمريكي مباشر.

أخبار ذات علاقة

ميليشيات عراقية

بريطانيا تحذر العراق من مشاركة الميليشيات في الحرب ضد إسرائيل

 وقال النائب في البرلمان يوسف الكلابي، في بيان إن "أبناء المرجعية الدينية العليا وجنودها الأوفياء يقفون بحزم إلى جانب الجمهورية الإسلامية وقيادتها، وعلى رأسها السيد علي الخامنئي، دفاعاً عن حقها المشروع في الرد على الاعتداءات التي طالت سيادتها ورموزها".

وأضاف النائب العراقي، وهو تابع للفصائل المسلحة، أن "هناك استعداداً لطاعة نداء المرجعية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني في أي لحظة تستدعيها الضرورة".

إضفاء الشرعية

من جهته، أكد الخبير في الشأن الأمني رياض الجبوري، أن "مساعي بعض الفصائل للضغط باتجاه صدور فتوى من المرجعية تهدف بالأساس إلى كسب شرعية دينية لتحركات ميدانية قد تتجاوز الحدود التقليدية للنشاط العسكري داخل العراق".

وقال الجبوري لـ"إرم نيوز" إن "إقحام العراق بهذه الطريقة يهدد بفتح جبهات جديدة على أراضيه، ويعرض المنشآت الحيوية والقواعد العسكرية وحتى السفارات الأجنبية لخطر الهجمات والردود المتبادلة، ما يعني تكرار سيناريو الفوضى الذي شهدته البلاد في مراحل سابقة".

ويعتبر رأي السيستاني من أبرز المواقف التي تحرك المشهد داخل أوساط المكون الشيعي في العراق، إذ سبق أن أصدر في عام 2014 فتوى «الجهاد الكفائي» لمواجهة تنظيم داعش، ما مهّد الطريق لتشكيل ميليشيات الحشد الشعبي التي أدت دوراً محورياً في صدّ الهجمات واستعادة المدن من قبضة التنظيم.

التأهب أم الحياد؟

ولغاية الآن لم تنخرط الميليشيات المسلحة العراقية بشكل مباشر في المواجهة الدائرة بين إيران وإسرائيل، إذ تعمل أطراف مؤثرة – وفق تقارير - في مقدمتها المرجعية في النجف والحكومة العراقية، على احتواء أي اندفاع نحو التصعيد وضبط الموقف الداخلي.

أخبار ذات علاقة

 آية الله علي السيستاني

"ينذر بفوضى عارمة".. السيستاني يحذر من استهداف خامنئي

 ومع ذلك، يرى مختصون أن أي دخول عسكري أمريكي إلى جانب إسرائيل قد يقلب المعادلة، ويدفع بعض الميليشيات إلى الانخراط مباشرة في الحرب واستهداف المصالح والقواعد الأمريكية في العراق والمنطقة.

وبرغم أن عدد الميليشيات المسلحة في العراق يُقدر بالعشرات، إلا أن 3 – 4 منها فقط تنشط بشكل علني وتصدر بيانات تأييد لإيران، وهو ما يكشف طبيعة الانقسام داخل هذه الميليشيات، ومحدودية قدرتها على جر الساحة العراقية بالكامل إلى خط المواجهة المفتوحة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC