ليلة ثقيلة مرّت على الساحل السوري اجتمع فيها صوت الانفجارات مع أزيز الطائرات الحربية وخرق جدار الصوت ليحيل المنطقة إلى مسرح حرب مفتوحة.. فالغارات الإسرائيلية لم تستهدف مواقع عسكرية فقط بل ضربت ما تبقى من شعور بالأمان و زرعت خوفاً متصاعداً وقلقاً من مستقبل مجهول.
بالتزامن مع الضربات الإسرائيلية أقلعت طائرات روسية من مطار حميميم وحلّقت فوق المنطقة وتزامن ذلك مع رصد نشاط تركي على الحدود الشمالية الغربية يشي بصراع إقليمي أكبر.. فهل كانت هذه المعطيات مجرد رسالة عابرة أم أنها تمهيد لانفجار مواجهة كبرى في سوريا والمنطقة بأسرها؟
كرة اللهب العملاقة التي انفجرت في ثكنة سقوبين على أطراف اللاذقية أسفرت وفقاً لمصدر عسكري سوري عن مقتل أربعة عناصر من قوات وزارة الدفاع السورية وإصابة آخرين فيما رصد سكان المنطقة كثافة سيارات الإسعاف التي تحمل دلائل على سقوط أعداد أكبر بكثير من القتلى والجرحى.
المصدر العسكري أكد لـ"إرم نيوز" أن الغارات الإسرائيلية استهدفت أسلحة تركية حديثة وصلت إلى الموقع بما في ذلك رادارات ووسائط دفاع جوي إضافة إلى مستودعات ذخيرة وصواريخ.. وفي الوقت نفسه حلّق طيران مسير إسرائيلي فوق مدينة القرداحة ربما لمراقبة تحركات المقاتلين الأجانب المتمركزين في المدينة وريفها.
لم يقتصر القصف على الساحل إذ صرّح مصدر إسرائيلي بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت كتيبة دفاع جوي في شنشار بريف حمص سبق أن تعرضت لغارات سابقة حيث دُمرت معدات تركية حديثة وصلت إلى القاعدة فيما شنت الطائرات غارة على موقع عسكري قرب مدينة تدمر في البادية السورية يُرجح أنه مشروع قاعدة تركية قيد الإنشاء مع تسجيل قتلى بين العسكريين.
الطائرات الإسرائيلية واصلت خروقاتها وصولاً إلى سماء دمشق حيث نفذت "غارات وهمية" سببت هلعاً بين المواطنين.. و على إثر ذلك شهد الساحل تحركات عسكرية مكثفة حيث أُخليت مواقع تمركز في الكلية البحرية بجبلة وأرتال أخرى جنوب طرطوس وسط تعزيز الإجراءات الأمنية.
يرى محللون وخبراء أن دخول أرتال عسكرية جديدة إلى اللاذقية والقرداحة وطرطوس خلال الأيام الأخيرة يعكس تحضيراً لحدث أمني خطير في ظل شائعات وقلق لدى السكان الذين قلّ ترددهم على الشوارع ملتزمين البقاء في منازلهم إلا للضرورات القصوى.