أوروبا تستعد لفصل جديد من الغموض السياسي.. فبعد أربع سنوات من إسقاطه عاد أندريه بابيش، المعروف بلقب "ترامب التشيكي"، إلى سدة رئاسة الوزراء في جمهورية التشيك.
بابيش، الملياردير الشعبوي البالغ من العمر 71 عاما، لم يكن مجرد سياسي عادي، فحياته مليئة بالجدل، وثروته الطائلة جعلته شخصية محورية في السياسة التشيكية، تماما كما فعل دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
حزب "آنو" الذي يقوده فاز في الانتخابات البرلمانية؛ ما يمهد الطريق لعودة بابيش بعد أن شغل المنصب بين 2017 و2021، لكن عودته لا تعني فقط تحولا داخليا، بل تهديدا محتملا لاستقرار السياسات الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
تحالف بابيش مع أحزاب يمينية متطرفة قد يقلص المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ويضع جمهورية التشيك في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
بابيش يعتمد استراتيجية واضحة.. استغلال السخط الشعبي من الحرب، والاقتصاد المتعثر، لتوسيع شعبيته، وهو مستعد لتشكيل ائتلافات تضم أحزابا متشككة بالاتحاد الأوروبي وحتى مؤيدة لروسيا، مما يثير قلق الشركاء الدوليين.
على الصعيد الداخلي، يعد الرجل بخفض الضرائب، وزيادة المعاشات التقاعدية، ووضع حد لأسعار الطاقة، والسيطرة على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، في مزيج من السياسات الاقتصادية والاجتماعية الشعبوية.