مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
بثقة لا تخطئها العين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قلب قاعدة عسكرية في نورث كارولاينا: "سنحرر لوس أنجلوس من مثيري الشغب..قريباً جداً".
تصريحه جاء كإشارة انطلاقٍ لمعركة داخلية لا ضد عدو خارجي بل ضد من نزلوا إلى الشوارع احتجاجاً على سياسات الهجرة التي يتبناها ساكن البيت الأبيض.
زيارة ترامب إلى قاعدة "فورت براج" التي تضم 50 ألف جندي لم تكن بروتوكولية بل كانت إعلاناً عن تحرك عسكري واسع..
700 جندي من مشاة البحرية و4000 من الحرس الوطني نُشروا في لوس أنجلوس في مشهد أعاد إلى الأذهان أجواء الحروب الخارجية، بل إن شبكة ABC News الأمريكية علّقت ساخرة بأن عدد الجنود في لوس أنجلوس تجاوز عدد القوات الأمريكية في العراق وسوريا مجتمعين.
ورغم أن البعض يرى أن "الاستعداد للحرب يمنع اندلاعها"، فإن الواقع في شوارع المدن الأمريكية يشير إلى العكسك فالاحتجاجات التي بدأت في لوس أنجلوس امتدت بسرعة نارية إلى سياتل وأوستن وواشنطن العاصمة، والمظاهرات التي خرجت رفضاً لمداهمات الهجرة وسياسات "ترحيل المهاجرين" تحولت إلى ساحة مواجهة مفتوحة: "شعارات، لافتات، إغلاق طرق، اعتقالات، ومواجهات عنيفة" مع قوات الشرطة التي لم تتردد في استخدام الغازات الكيميائية لتفريق الحشود.
ومع أن طابع السلمية غلب على بعض الاحتجاجات، فإن بعضها انزلق نحو الفوضى.. عشرات المحال نُهبت والشركات تعرضت للسرقة والشوارع تحولت إلى ساحات كرّ وفرّ.
عمدة لوس أنجلوس كارين باس، سارعت إلى فرض حظر تجول من الثامنة مساء حتى السادسة صباحاً، لكن حتى بعد دخول الحظر حيّز التنفيذ ظل المتظاهرون في الميدان متحدّين القانون؛ وهو ما دفع ترامب للتلويح بـ"قانون التمرد" الذي يرى فيه الخبراء ورقةً خطيرة قد تدفع البلاد إلى شفا الانفجار.
وفي خلفية هذه المواجهة تعود إلى الواجهة تصريحات ترامب المثيرة للجدل خلال حملته الانتخابية السابقة؛ إذ وصف المهاجرين بأنهم "تهديد للهوية القومية البيضاء"، وهو خطاب ينضح بالتمييز العنصري "يقول متابعون".
واليوم مع دخول الجيش إلى شوارع المدن الأمريكية يقف ترامب على حافة الهاوية، إما أن يجد حلاً مقنعاً يعيد التوازن أو يُخاطر بإشعال فتيل صراع داخلي قد يتحول إلى ما يشبه "حرباً أهلية صامتة".