تساءل تقرير لصحيفة "التايمز" عمَّ إذا كانت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، التي تعد مدينة الملاذ الآمن تواجه مشكلة بفعل ارتباط تاريخها مع المهاجرين؛ خصوصًا اللاتينيين.
فبينما تُعتبر لوس أنجلوس مدينة ملاذ آمن؛ ما يعني أن السلطات المحلية تحمي المهاجرين من محاولات الحكومة الفيدرالية ترحيلهم، ترددت على الفور أصداء الحرب المكسيكية الأمريكية حال إرسال الرئيس ترامب قوات المارينز إلى "مدينة الملاذ".
وفي حين يفوق عدد السكان من أصل إسباني في لوس أنجلوس مجموع سكان المدينة من البيض والسود، يُقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين في لوس أنجلوس بنحو 951 ألف مهاجر، معظمهم من المكسيك، تليها السلفادور وغواتيمالا والفلبين.
وبحسب الصحيفة، ليس من المستغرب أن تكون لوس أنجلوس، أو ما كانت تُعرف بـ"إل بويبلو دي نوسترا سينيورا لا رينا دي لوس أنجلوس" عندما أسسها المستعمرون الإسبان؛ حيث ظلت لغاية 1848 جزءًا من المكسيك، موطنًا للعديد من الأشخاص ذوي الأصول الإسبانية.
ويفوق عدد سكان لوس أنجلوس اللاتينيين، البالغ عددهم 4.7 مليون نسمة، عدد سكان أي عرق آخر، وهي الأكبر في الولايات المتحدة؛ أكثر من ضعف عدد سكان هيوستن البالغ 2.1 مليون نسمة و1.9 نسمة في ميامي.
ورغم أن لوس أنجلوس أصبحت إقليمًا تابعًا للولايات المتحدة بعد انتصارها الحاسم في الحرب المكسيكية الأمريكية وشراء كاليفورنيا، إلى جانب نيفادا ويوتا وكولورادو ونيو مكسيكو وأريزونا، لكن الأعلام المكسيكية ترفرف في شوارعها مرة أخرى؛ حيث يرفعها المتظاهرون احتجاجًا على محاولات إدارة الهجرة والجمارك ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وأشارت الصحيفة، بحسب تقديرات، إلى أن المدينة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 3.9 مليون نسمة، تؤوي 951 ألف مهاجر غير شرعي؛ حيث تمثل المكسيك أكثر من نصف الوافدين، تليها السلفادور وغواتيمالا والفلبين، وفقًا لمعهد سياسات الهجرة.
وتابعت الصحيفة أنه بعد فوز ترامب في الانتخابات العام الماضي، أكدت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، وضع مدينتها "كملجأ"، والذي بموجبه تحمي السلطات المحلية المهاجرين من محاولات الحكومة الفيدرالية لترحيلهم.
ومما يُثير استياء ترامب، أن هذه "الملاجئ"، التي تشمل 12 ولاية ومقاطعات مختلفة في جميع أنحاء البلاد، غالبًا ما ترفض التعاون مع طلبات المعلومات من السلطات الفيدرالية، وقد يُمنع أفراد الشرطة المحلية من العمل مع إدارة الهجرة والجمارك.
ويقول المؤيدون، إن هذا يُعزز الثقة بين الجاليات المهاجرة، ويشجعهم على الإبلاغ عن الجرائم والحصول على الخدمات.
ورغم أن عدد المهاجرين غير الشرعيين في كاليفورنيا انخفض بين عامي 2019 و2022، حيث فضّل الوافدون الجدد فلوريدا وتكساس ونيويورك، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في كاليفورنيا لا يزال يُقدّر بـ1.8 مليون مهاجر، وهو العدد الأكبر بين جميع الولايات، وفقًا لمركز "بيو" للأبحاث.
وفي حين يعتقد استراتيجيو البيت الأبيض، أن النهج العدواني تجاه الهجرة غير الشرعية، الذي لا يولي اهتمامًا يُذكر بالتفاصيل القانونية، يحظى بشعبية بين الناخبين، فإنه يمُثل جزءًا من تفويض ترامب لإعادة انتخابه.
وخلصت الصحيفة إلى أن وصف الرئيس ترامب الصريح للوضع في ثاني أكبر مدينة أمريكية بأنه غزو هو محاولة لحشر الديمقراطيين في موقف حرج؛ وهو الدفاع عن المتظاهرين؛ علاوة على أن خطابه يحمل في طياته أصداءً تاريخية.