"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
أعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، الاثنين، أن البنتاغون نشر 700 عنصر من قوات مشاة البحرية (المارينز) في لوس أنجلوس، في ظل تصاعد التوترات، بهدف حماية ضباط إنفاذ القانون والمباني الفيدرالية من "تهديدات جدية" على خلفية احتجاجات الهجرة، في وقت قالت فيه شرطة المدينة إنها لم تتلق إشعارا بذلك.
وقال هيغسيث، في تصريح صحفي إن القرار يهدف إلى "استعادة النظام" في المدينة، مشددًا على أن الحكومة الفيدرالية "ملزمة بالدفاع عن ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين، حتى لو لم يفعل حاكم الولاية غافن نيوسوم ذلك".
وأكد أن خطوة النشر جاءت بناءً على تقارير أمنية تفيد بتعرض المنشآت الفيدرالية والعاملين فيها لتهديدات متزايدة خلال الأيام الأخيرة، مضيفًا أن القوات ستبقى في مواقعها ما دامت هناك حاجة إلى ذلك لضمان الأمن والاستقرار.
في أثناء ذلك، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أن البنتاغون أعد مذكرة توجيهية تفصيلية لتحديد الإجراءات التي يُسمح لعناصر مشاة البحرية باتخاذها خلال انتشارهم في مدينة لوس أنجلوس.
وقال المسؤولون إن الوثيقة ستوضح المهام المسموح بها، بما في ذلك حماية الموظفين والممتلكات الفيدرالية، والتعامل مع أي اعتداءات قد تستهدف القوات المنتشرة.
ووفقًا للمسؤولين، قد يسمح باحتجاز المدنيين مؤقتا حتى تسليمهم إلى سلطات إنفاذ القانون إذا شكلوا تهديدا مباشرا.
وتنص التعليمات على تزويد كل جندي من المارينز ببطاقة تحتوي على تعليمات واضحة تحدد ما يُسمح له القيام به، وما يُمنع عنه، بحسب المصادر ذاتها، كما تُحظر الطلقات التحذيرية بشكل قاطع، بينما يُسمح باستخدام القوة فقط في حالات الدفاع عن النفس.
وبحسب مسودات وثائق استخدام القوة، فإن الهدف الرئيسي للقوات سيكون تهدئة الأوضاع قدر الإمكان، وتجنّب التصعيد، مع الاستعداد للتدخل الحازم في حال تطورت التهديدات.
من جهته، كشف مسؤول آخر للوكالة أن إعلان هيغسيث عن القرار أثارت مفاجأة داخل أروقة البنتاغون، حيث لم تكن الخطوة قد أُقرت رسميا بعد.
ووفقًا للمسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن كبار القادة العسكريين كانوا لا يزالون حتى يوم الاثنين يدرسون تداعيات هذا التحرك المحتمل.
وأضاف المصدر أن التغريدة لم تكن منسقة مسبقا مع القيادة العسكرية العليا، مما زاد التوتر داخل المؤسسة الدفاعية بشأن التوقيت والآلية، في ظل وضع حساس يشهده الداخل الأمريكي سياسيا وأمنيا.
وسارعت شرطة لوس أنجلوس إلى التأكيد بأن السلطات المحلية لم تتلق أي إشعار رسمي من الحكومة الفيدرالية بشأن وصول قوات "المارينز" إلى المدينة، مضيفة أن الوصول المحتمل للقوات يمثل تحديا لوجستيا وعمليا كبيرا.
وندّد حاكم كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم بشدّة بقرار نشر عناصر المارينز في لوس أنجلوس، معتبرا أنّ هذه الخطوة تحقّق "الخيال المضطرب لرئيس ديكتاتوري".
وكتب نيوسوم في منشور على منصة إكس إنّ "مشاة البحرية الأمريكية خدموا بشرف عبر حروب متعدّدة دفاعا عن الديمقراطية. لا ينبغي نشرهم على الأراضي الأمريكية لمواجهة مواطنيهم لتحقيق خيال مضطرب لرئيس ديكتاتوري. هذا سلوك مناهض لأمريكا".
وساد التوتر في لوس أنجلوس الاثنين غداة اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن على خلفية عمليات دهم تنفّذها سلطات الهجرة، وقد تعهّد حاكم كاليفورنيا رفع دعوى ضد ترامب؛ بسبب نشره قوات الحرس الوطني، فيما دعت الأمم المتحدة إلى تجنّب "مزيد من العسكرة" للأوضاع.
