رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
وافق ثم تراجع.. خطوة مثيرة قبل ساعات من قمة شرم الشيخ.. لماذا رفض بنيامين نتنياهو الحضور في اللحظة الأخيرة؟
الإعلان الأول كان أن نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيشاركان لدعم وقف إطلاق النار في غزة، لكن فجأة جاء بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.. نتنياهو لن يحضر.
القرار لم يكن مجرد "قرب موعد العيد" كما أشار مكتبه رسميا.. الحقيقة أكثر تعقيدا.. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق صحيفة الغاردين، أبلغ أنه لن يهبط بطائرته في شرم الشيخ إذا حضر نتنياهو، ما جعل القمة مهددة قبل انطلاقها.
الانسحاب جاء أيضا بسبب الضغوط الداخلية.. نتنياهو لم يرغب في إغضاب الحريديم الذين يصرون على احترام الأعياد الدينية.. أعضاء ائتلافه اليميني كانوا مستعدين للانقضاض عليه إذا حضر القمة، كما أن وجوده كان سيضعه أمام مطالب حساسة واتهامات محتملة حول حرب غزة، ما قد يخلق إحراجا داخليا ودوليا.
مصافحة نتنياهو للرئيس الفلسطيني أو جلوسه إلى جانب أردوغان كان يمكن أن يثير ردود فعل سلبية داخل حزبه وخارجه.. الصور والدلالات السياسية من هذا اللقاء كانت كفيلة بإثارة توترات، خصوصا أن أردوغان سبق ووصف أفعال إسرائيل في غزة بالإبادة الجماعية.
على الصعيد الدولي هناك الملفات القانونية المعلقة ضد نتنياهو، بما في ذلك مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. حضوره القمة كان سيثير جدلا حتى لو لم تكن مصر طرفا في المحكمة.
الانسحاب لم يكن تراجعا عفويا، بل قرارا استراتيجيا محسوبا بدقة، نابعا من الضغوط الداخلية والخارجية، وصراعه على صورته السياسية والدبلوماسية، والتوازنات الإقليمية الدقيقة.. قمة شرم الشيخ لم تكن مجرد اجتماع سلام.. بل اختبارا لقدرة الزعماء على إدارة الصراعات ونتنياهو اختار الانسحاب قبل أن تتحول القمة إلى مأزق له لا يمكن السيطرة عليه.
