ليس مجرّد ممر مائي، بل شريان حيوي تنبض به أسواق الطاقة، وورقة ضغط تمسك بها إيران.
إنه مضيق هرمز، النقطة التي تخنق فيها الجغرافيا الاقتصاد، وترتبط فيها المصالح بالنبوءات القديمة.
في لحظة يشتد فيها التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب وواشنطن، تعود نبوءة يهودية عمرها 500 عام لتضع المضيق في قلب قصة كبرى: قد تكون بداية النهاية، أو مجرّد تكرار مأساوي للتاريخ.
الحاخام الإسرائيلي دوف كوك يكشف عن نص نادر، يشير إلى منطقة قرب مضيق هرمز تُدعى "بصرة"، ستكون، كما ورد، مسرحًا لحرب "يأجوج ومأجوج" في نهاية الزمان.
لكن النبوءة وحدها لا تهزّ العالم، بل موقعها.
مضيق هرمز، الممر البحري الذي لا يتجاوز عرضه 33 كيلومترًا في أضيق نقاطه، يمرّ عبره يوميًّا أكثر من 20 مليون برميل نفط، أي ما يعادل خُمس الإنتاج العالمي. إنه عنق الزجاجة الذي إن أُغلق، يختنق الاقتصاد العالمي.
الهجمات الأمريكية الأخيرة على منشآت إيرانية فجّرت المخاوف، ورفعت أسعار النفط بأكثر من 10%. خبراء حذروا من أن أي ردّ إيراني بإغلاق المضيق قد يدفع الأسعار لتتجاوز 100 دولار للبرميل، ويضرب آسيا بأزمة طاقة حادّة، إذ إن أكثر من 80% من نفط المضيق يتجه إلى الصين، الهند، وكوريا الجنوبية.
في طهران، القرار ما يزال معلَّقًا بيد "المجلس الأعلى للأمن القومي"، بينما الحرس الثوري يلوّح بأن "الخيار مطروح". في المقابل، حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: "إغلاق المضيق سيكون خطأً فادحًا وانتحارًا اقتصاديًّا".
في هذا الممر الضيّق، يقف العالم على الحافة. والمضيق الصغير بات أكبر من حجمه بكثير.