كان يومًا سيد الإليزيه واليوم هو أسير الزبادي.
نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي الأسبق، يقضي أيامه خلف جدران "لا سانتيه" لا يثق في أحد، ولا يتناول سوى الزبادي.
خوفه من التسميم جعله يرفض كل وجبة، وكل طعام يُقدَّم له، وكأن الملعقة قد تحولت إلى تهديدٍ خفيٍّ لا يُرى.
في زنزانةٍ لا تتجاوز تسعة أمتار مربعة، يعيش بين صدى الصراخ وطرقات الحديد، يحرسه ضابطان، وتحاصره هواجسه أكثر من الجدران.
كان يعشق المخبوزات والحلوى، والآن صار الزبادي طوق نجاته الوحيد.
يكتب، يقرأ، ويتذكّر كيف تحوّل من رجلٍ يملك مفاتيح القصر إلى سجينٍ يملك فقط علبة لبن بيضاء.
مصير ساركوزي معلق بين جدران السجن وإجراءات القضاء، في قصةٍ تتابعها فرنسا عن كثب، بين قلقٍ إنساني وجدالٍ قانوني لا ينتهي.