لا تنفك إسرائيل عن محاولات إقناع أمريكا بضرورة استخدام النار في وجه إيران والابتعاد عن الصبر في مفاوضات الملف النووي، وهي تخطط اليوم وفق تصريحات لمسؤوليها لتنفيذ ضربة لإيران وُصفت بالمحدودة، لكنها دقيقة وتعوق قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي أو تطويره لأغراض عسكرية لأشهر وربما لعام وأكثر.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي ترمب أبلغ نتنياهو بأن واشنطن غير مستعدة حاليا لفتح النار على إيران عسكريا، إلا أن مسؤولا إسرائيليا صرح لـ"رويترز" بأن العملية قد تتم خلال أشهر، وهو ما تحضر له إسرائيل بدقة، مستفيدة من مليار ونصف المليار دولار تم تخصيصها لتعزيز الترسانة العسكرية الإسرائيلية في ميزانية الدفاع لعام 2025، باستخدام طائرات مسيّرة وقنابل خارقة للتحصينات، وتقنيات تجسس إلكتروني تُستخدم لأول مرة.
على الجانب الآخر حذرت روسيا من "كارثة نووية محتملة"، وسط تخوّف من أن أي تصعيد سيقود إلى مواجهة شاملة في المنطقة، فقد كانت قد وقعت مع إيران في يناير 2025 اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة لمدة 20 عاما، تشمل التعاون في مجالات الدفاع. وتسعى إيران من خلال هذه الاتفاقية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، خاصة في مواجهة التهديدات المحتملة من إسرائيل.
يمثل انشغال إيران بملفات داخلية وإقليمية كالحرب في غزة، وعلاقتها المتوترة مع الغرب فرصة ذهبية لإسرائيل من أجل تنفيذ الضربة، إلا أنها تواجه عدة عوائق في الوقت نفسه، تتمثل بالتحفظ الأمريكي ورد إيران المحتمل، والمخاوف من الفشل أيضا، فبعض المنشآت الإيرانية محصنة تحت الأرض، ونجاح الضربة غير مضمون، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.