تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
وفد أمريكي رفيع يصل إلى دمشق في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من عقد من الزمن، ليتواصل مع قيادات الفصائل السورية المسلحة التي تسيطر على معظم البلاد بعد انهيار النظام السابق.
يأتي هذا التحرك الدبلوماسي في وقت حساس، حيث تسعى واشنطن إلى معالجة عدة ملفات شائكة تتعلق بالمفقودين الأمريكيين في سوريا، بالإضافة إلى رسم ملامح المرحلة الانتقالية في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد.
أحد المحاور الرئيسية لزيارة الوفد الأمريكي هو التحقيق في مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في دمشق عام 2012.
ويعمل الدبلوماسيون الأمريكيون على جمع معلومات من قادة الفصائل حول المعتقلين الأمريكيين، بما في ذلك الأسماء التي قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن والتي تتضمن مسؤولين في النظام السابق الذين قد تكون لديهم معلومات حول مصير المفقودين. وفي وقت سابق، أشار بايدن إلى اعتقاده بأن تايس لا يزال على قيد الحياة.
بالإضافة إلى ملف المفقودين، يناقش الوفد الأمريكي "مبادئ الانتقال" التي تم بحثها سابقًا في اجتماع العقبة بالأردن.
هذه المبادئ تركز على ضمان عملية سياسية شاملة في سوريا تراعي حقوق الأقليات الدينية والعرقية، بما في ذلك المسيحيين، وتعزز التوازن بين القوى السياسية والعسكرية المختلفة في البلاد.
وفي هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة إلى دعم رؤية سوريا المستقبلية التي تشمل جميع المكونات السورية.
ومن بين الملفات المثيرة للجدل في الزيارة هو التواصل المباشر مع هيئة تحرير الشام، التي تعتبر أقوى الفصائل في سوريا بقيادة أبو محمد الجولاني.
ورغم تصنيف الولايات المتحدة لجبهة النصرة، السلف السابق للهيئة، كمنظمة إرهابية، يبدو أن إدارة بايدن مستعدة لإعادة تقييم هذا التصنيف بناءً على تغييرات في سلوك الهيئة، ولا سيما في محافظة إدلب حيث أبدت الهيئة تقبلاً أكبر لحقوق الأقليات.
الجولاني نفسه أكد في تصريحات إعلامية أن جماعته تسعى إلى بناء عملية شاملة ولا تستهدف غير المسلمين في سوريا، داعيًا الولايات المتحدة إلى إسقاط التصنيف الإرهابي عن الهيئة.
وفي المقابل، يراقب المسؤولون الأمريكيون عن كثب تصرفات الهيئة لتقييم مدى التزامها بالمبادئ التي تسعى واشنطن لتعزيزها.
هذه الزيارة تمثل خطوة أولى نحو إعادة الانخراط الدبلوماسي الأمريكي في سوريا بعد سنوات من التركيز على التدخل العسكري.
وأكد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أن الوفد سيتواصل مع المجتمع المدني والناشطين وأعضاء مختلف المجتمعات السورية بهدف دعم رؤيتهم لمستقبل البلاد.
ولكن، يواجه الوفد تحديات كبيرة في التعامل مع زعماء الفصائل الذين كانوا في السابق على قوائم الإرهاب، بينما يظل الموقف الروسي والإيراني من هذه التحركات غامضًا، مما يزيد من تعقيد الصورة السياسية في سوريا.