الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
في لحظة تتقاطع فيها طرق الإمبراطوريات القديمة، يذهب بوتين إلى نيودلهي بحثا عن عبور يثبت توازنات بلاده في المشهد الآسيوي، وتحديدا في دولة باتت مفتاحا لا يمكن تجاوزه في معادلات الطاقة والدفاع.
من الدفاع إلى الفضاء فالطاقة النووية والنفط، شهدت الشراكة بين روسيا والهند في مختلف القطاعات تعاونا عميقا منذ عقود؛ الأمر الذي يجعل الهند سوقا حيوية لروسيا في مرحلة تبحث فيها موسكو عن بدائل للأسواق الغربية.
ويرى مراقبون أن زيارة بوتين إلى نيودلهي تأتي لترميم ما أحدثته الحرب الأوكرانية من فجوات، ولإعادة ضبط العلاقة مع شريك ظل تاريخيًا الأكثر موثوقية بالنسبة للكرملين خارج محيطه القريب.
من المتوقع أن تحتل الصناعات الدفاعية موقعًا مركزيًا في قمة نيودلهي، خصوصًا أن القوات المسلحة الهندية تعتمد بشكل كبير على المنظومات الروسية التقليدية والمتقدمة.
وتشير تقديرات إلى أن موسكو ستسعى لإعادة تنشيط التعاون العسكري الذي تباطأ خلال الأعوام الأخيرة من خلال صفقات أسلحة جديدة، إلى جانب مشاريع تصنيع مشترك تضمن للهند استقلالية أكبر في منظومتها الدفاعية..
لكن هنا لا بد من طرح سؤال عن ردة فعل واشنطن حول هذه الزيارة، وهي التي فرضت رسوما جمركية بنسبة 50% على معظم المنتجات الهندية كرد عقابي على مشتريات نيودلهي من النفط الروسي.
بحسب محللين، تحاول موسكو من خلال هذه الزيارة موازنة هذه الضغوط عبر توسيع نطاق التعاون الاقتصادي، والبحث عن مسارات بديلة تُخفف تراجع واردات النفط، بما في ذلك اتفاقات محتملة حول العمالة الماهرة والتجارة الثنائية وتدوير المنتجات الهندية في الأسواق الروسية.
بينما تحاول الهند السير على حبل مشدود في مشهد دبلوماسي منقسم، فمن جهة هي تسعى للحصول على طائرات مقاتلة روسية متطورة ونفط رخيص والحفاظ على صداقة قديمة..
ومن جهة أخرى لا تريد التفريط بالتعاون مع أمريكا في التكنولوجيا والتجارة والاستثمار، بينما يسعى بوتين من وجهة نظر محللين إلى تعزيز محور أوراسي ثلاثي غير رسمي يضم روسيا والهند والصين، وهو محور يمكن أن يعيد تشكيل التوازنات الأمنية في القارة.