بعيداً عن أعين المراقبين، وخارج حسابات التصريحات الرسمية، التي تُلقى أمام فلاشات المصورين والكاميرات.. تكتمل اليوم أركان تعاونٍ غير معلن بين طهران وبيونغ يانغ.
مصادر دبلوماسية أوروبية كشفت أن خبراء كوريين شماليين، بعضهم من نخبة مختصي الأمان النووي، يتواجدون الآن داخل مواقع إيرانية حساسة.
يعملون في الخفاء، على إعادة بناء أنظمة الحماية، وتحصين المنشآت النووية من أعين الطائرات وضربات الجو.
نطنز، فوردو، أراك، بوشهر، أصفهان... أسماء تعود إلى الواجهة، ليس بسبب تخصيب اليورانيوم هذه المرة، بل بسبب الأنفاق.
أنفاق عميقة، مدروسة، تحمل في جوفها مجسات إشعاعية، ورادارات خارقة، وأجهزة تحكم عن بعد.
كل شيء يتم بإشراف مشترك، وتدريب مكثف، لضباط وفنيين إيرانيين.
إيران، التي تلقت ضربات موجعة في حرب الاثني عشر يوما، بدأت الآن ترمم ما تهدّم. بالحجارة والخرسانة، بل أكثر من ذلك: بالتكنولوجيا الكورية، والخبرات التي أثبتت فاعليتها تحت ضغط الحصار والعزلة.
غرف عمليات مركزية، وتحصينات جديدة، محاولات لغلق الثغرات التي تسلل منها الموساد في السابق.. كل هذا يأتي في إطار سباق غير مُعلن، لكنه يستمر.
سباق للبقاء، وربما للعودة إلى الحلم النووي.
طهران، في سعيها لإعادة التوازن، لا تُراهن على السلاح فحسب، بل على السر، والتقنية، والتحصينات ومنع تكرار أخطاء الماضي.
فما الذي تحمله الأيام القادمة؟ وهل تنذر تحركات الدهاليز باقتراب امتلاك إيران لقنبلة نووية؟