على أرضٍ اعتادت أن تتنفس البارود، دوّت فجر الجمعة أنباء عن كمين محكم، خطّ تفاصيله بدقة قاتلة، وأسقط جنودًا من الجيش الإسرائيلي بين قتيل وجريح، حين انهار مبنى فوق رؤوسهم.
المشهد بدا مأساويًا، لكنه لم يكن مفاجئًا، فالمنطقة التي شهدت تقدّمًا إسرائيليًا مكثفًا في الأيام الماضية، عادت لتنتفض على وقع مقاومة شرسة، وكمين لم يُكشف عن تفاصيله بالكامل بعد، لكنه كان كافيًا ليحوّل خان يونس إلى محور اهتمام الإعلام العبري، رغم قيود النشر التي يخنق بها الجيش الإسرائيلي فم الصحافة، في مثل هذه المواضيع.
منصات إعلامية عبرية كشفت، بتحفظ، عن مقتل 5 جنود وإخلاء أزيد من 12 مصابًا إلى مستشفيات إسرائيلية، في وقت بثت فيه الشاشات مشاهد لمروحيات تحوم فوق المنطقة، تلتقط المصابين من بين الركام، بينما يغمر المكان دخان كثيف بفعل قنابل التمويه.
جنود عالقون تحت الأنقاض، ونداءات غير معلنة للنجدة، وأصوات لا تصل إلا عبر شظايا الصور.
الكمين وقع في الشمال الشرقي لخان يونس، المنطقة التي تذوقت في الأيام الماضية نيرانًا كثيفة، قبل أن ترد اليوم بندبة دامية.