بين ضغط الأمنيين وإصرار الساسة شهدت أروقة صناعة القرار في تل أبيب نقاشات مكثفة قبل تنفيذ عملية "قمة النار".. الموساد أعرب عن تحفظه على توقيت العملية، بينما كانت تل أبيب تبحث القرار الأصعب.. الهجوم الآن أم يجيب الانتظار؟
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت عن كواليس مثيرة لما وصفته بـ"جدل الغرف المغلقة" قبل وبعد العملية الإسرائيلية التي تحمل الاسم الرمزي "قمة النار" واستهدفت قادة بارزين في حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
العملية التي وصفت بالأجرأ منذ سنوات، وفقاً للصحيفة، أظهرت تلاحم القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب حول قرار حاسم هل نتحرك الآن أم ننتظر؟
تقول "يديعوت أحرونوت" إن ممثلي جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أصروا على ضرورة المضي قدماً، معتبرين أن هذه فرصة نادرة لتصفية أبرز أقطاب حماس مجتمعين في منزل القيادي خليل الحية رئيس فريق التفاوض في الحركة.. وقد اعتبر الشاباك أن نجاح العملية قد يخفف من تأثير حماس في الخارج التي تعيق التقدم في الصفقة السياسية مع القطاع.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إضافة إلى وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر أيّدوا العملية معتبرين أن الإدارة الأمريكية لن تعارض تحركاً ضد قطر وفقاً للصحيفة العبرية.. وفي المقابل أبدى بعض المسؤولين العسكريين والأمنيين تحفظاتهم على التوقيت مؤكدين ضرورة استنفاد فرص المفاوضات حول الصفقة الجديدة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من جانبها أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الإدارة الأمريكية علمت بالهجوم تزامناً مع تنفيذه واعتبرت العملية قصفاً لدولة ذات سيادة وحليف قوي للولايات المتحدة، لكنها أشادت بأن القضاء على حماس هدف نبيل رغم أنه لم يخدم أهداف واشنطن أو إسرائيل مباشرة.
في ردود الفعل اللاحقة تواصل ترامب مع نتنياهو وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد مشيداً بالعلاقات الثنائية، ومؤكداً أن مثل هذا الهجوم لن يتكرر على الأراضي القطرية مع الإشارة إلى إمكانية استغلال الموقف كفرصة لإحراز السلام في المنطقة.