في عملية وُصفت بأنها الأخطر والأجرأ منذ سنوات.. عشر مقاتلات إسرائيلية محمّلة بعشرة أطنان من المتفجرات تعبر أجواء المنطقة.. هدفها لم يكن عادياً بل قلب قيادة حركة "حماس" المجتمع في الدوحة على بعد 1800 كيلومتر من تل أبيب.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية كشفت تفاصيل مثيرة عن عملية "قمة النار" كما سمّتها القيادة الإسرائيلية.. عملية لم تُحك في الخفاء فقط بل سبقتها نقاشات عاصفة وانتقادات لاذعة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بسبب فشلها في استهداف قادة الحركة في الخارج الذين يديرون المشهد منذ عامين من عواصم المنطقة.
التحضيرات كانت دقيقة جداً كما وصفتها الصحيفة العبرية.. غرفة عمليات (الشاباك) في تل أبيب ضمّت كبار رجالات إسرائيل من نتنياهو ووزير الدفاع إلى رئيس الأركان وقائد سلاح الجو.. كل دقيقة كانت فاصلة إذ انتظر الطيارون ساعات طويلة في حالة تأهب قصوى بانتظار إشارة أخيرة تؤكد انعقاد الاجتماع الحاسم لقادة "حماس" في المبنى المستهدف.
القرار الحاسم صدر بعد ظهر الثلاثاء في التاسع من سبتمبر.. عشر طائرات أقلعت دفعة واحدة وكل منها يحمل طناً من المتفجرات.. كانت الأوامر واضحة قصف الجناح الذي يضمّ كبار قادة الحركة مع الحرص وفقاً للصحيفة على تجنّب "الأضرار الجانبية".
لحظة التنفيذ بدت كمشهد مرعب.. فالقنابل سقطت واحدة تلو الأخرى بفارق ثوانٍ فقط و دقة قاتلة جعلت الهروب مستحيلا، وفيما كانت سحابة الدخان الكثيف تغطي سماء الدوحة كانت الطائرات الإسرائيلية أنهت مهمتها وعادت أدراجها لتترك وراءها انفجارات هزّت العاصمة القطرية وفتحت الباب على أسئلة لا تنتهي حول مستقبل الصراع وأثمانه.