هل دخل البحر الكاريبي مرحلة ما قبل العاصفة؟.. سؤال يفرض نفسه بعد ساعات من تسريبات مثيرة كشفت عن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، التي لم تتجاوز 15 دقيقة، لكنها حملت رسائل صادمة ومهلة واضحة للرحيل.
الجانب الأمريكي، وفق مصادر رويترز، كان صريحا.. مغادرة مادورو وفريقه خلال أسبوع، وإلا ستكون واشنطن مضطرة لاتخاذ خطوات أشد قسوة، ومن هنا بدأ العد التنازلي لمرحلة حرجة في الكاريبي.
لكن مادورو كما أعلن أمام آلاف من مناصريه في كاراكاس، رفض ما وصفه بـ"سلام العبيد".. رفض أن يستسلم لشروط أمريكا دون ضمانات للعفو الكامل، ورفع العقوبات عن مسؤولين في حكومته، بل وأصر على إبقاء سلطته السياسية مؤمنة عبر قيادة نائبته للحكومة المؤقتة قبل أي انتخابات جديدة.
هذا التحدي المباشر لمهلة ترامب يرفع سقف التوتر بشكل غير مسبوق، فالولايات المتحدة كثفت في الأسابيع الماضية عملياتها العسكرية ضد فنزويلا، من ضرب السفن في البحر الكاريبي إلى تصنيف جماعات محلية مرتبطة بمادورو كمنظمات إرهابية، ما يجعل المنطقة على حافة المواجهة.
التحليل يشير إلى أن الأزمة ليست مجرد مواجهة شخصية بين زعيمي دولتين، بل صراع استراتيجي على السيطرة في الكاريبي، بوابة النفط والموارد الحيوية وممر رئيسي لتهريب المخدرات.. أي تصعيد أمريكي على الأرض قد يجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، مع تداعيات على الدول المجاورة وأسواق الطاقة العالمية.
ومع انتهاء مهلة الخروج الآمن، وإغلاق المجال الجوي الفنزويلي يبقى السؤال.. هل نحن أمام لحظة الصفر في الكاريبي.. مادورو اختار التحدي، وترامب يضع خيارات الضغط على الطاولة. وما بين هذين الخطين، يقف ملايين المدنيين، والاقتصاد الإقليمي، وأمن المنطقة كرهائن محتملين في مواجهة يمكن أن تتحول إلى عاصفة حقيقية.
معالم المواجهة ستتضح في غضون أيام قليلة، لكن الرسالة واضحة.. في البحر الكاريبي، لا مجال للتراجع، وكل تحرك محسوب يضيف وقودا على نار توتر قد لا يعود بعدها شيء إلى سابق عهده.