آلاف المتظاهرين يتجمعون في العاصمة الجورجية تبليسي للاحتجاج على قرار الحكومة تعليق محادثات انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي؛ إذ نصب المحتجون حواجز وحطموا نوافذ وأطلقوا ألعاباً نارية أمام البرلمان، وقد ردت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع على الحشود.
تعتبر هذه المظاهرات من أكبر الاحتجاجات في البلاد منذ إعادة انتخاب الحزب الحاكم في الشهر الماضي، والذي يظهر موقفاً معادياً بشكل متزايد تجاه الاتحاد الأوروبي. وتتهم المعارضة الحكومة بتزوير الانتخابات.
واندلعت اشتباكات في الشوارع، ونشب حريق صغير في مبنى البرلمان ربما بسبب الألعاب النارية، بينما أُحرقت دمية تمثل أغنى رجل في جورجيا، بيدزينا إيفانيشفيلي Bidzina Ivanishvili، مؤسس الحزب الحاكم.
كما شهدت مدن أخرى احتجاجات مماثلة.
وكان الحزب الحاكم قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع تعليق محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي لمدة أربع سنوات، مشيراً إلى ما وصفه بـ"ابتزاز" من قبل الاتحاد تجاه جورجيا.
ويمثل هذا القرار تراجعاً مفاجئاً عن هدف طويل الأمد للبلاد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو هدف يحظى بتأييد شعبي كبير، بل تم تضمينه في الدستور.
الرئيسة سالومي زورابيشفيلي Salomé Zourabichvili ، التي تدعم الانضمام للاتحاد الأوروبي، أعلنت أنها لن تتنحى عن منصبها بعد انتهاء ولايتها الشهر المقبل، معتبرة أن البرلمان الجديد غير شرعي ولا يمتلك صلاحية انتخاب خليفة لها.
في المقابل، اتهم رئيس الوزراء إراكلي كوباخيدزه Irakli Kobakhidze المعارضة بأنها تخطط لثورة شبيهة بتلك التي وقعت في أوكرانيا عام 2014.
تزايدت الاستقالات الدبلوماسية احتجاجاً على قرار الحكومة، بما في ذلك استقالات دبلوماسيين من الولايات المتحدة وإيطاليا وهولندا وليتوانيا.
كما وقع أكثر من 200 دبلوماسي ومئات الموظفين الحكوميين رسائل مفتوحة للتنديد بالقرار.
وعبّر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن أسفهم العميق، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تعليق شراكتها الاستراتيجية مع جورجيا.
