صدمة ضخمة سببتها تسريبات "ذا أتلتيك" حول اجتماع فينيسيوس جونيور وفلورنتينو بيريز نهاية الشهر الماضي، حين وضع اللاعب شرطًا صادمًا.. لا تجديد مع استمرار العلاقة المتدهورة مع تشابي ألونسو.
حكاية ممتدة لا تشبه خبرًا عابرًا.. جذورها تعود إلى سنوات التشكيك الأولى، عندما كان الفتى البرازيلي مجرد مراهق مستضعف في الصحافة الكتالونية وغيرها، بينما بقي بيريز الوحيد الذي تمسك به كابنٍ بالتبني، يحميه من العنصرية، ويمنحه الثقة والوقت والرقم 7 حتى يكتمل نضجه. ومع الوقت ظهر الوحش الكروي الذي قاد الريال للرابعة عشرة والخامسة عشرة، وتحول إلى عنوان المستقبل.
وصول كيليان مبابي غير كل المعادلة، النجم الذي اعتاد عرشًا بلا منافسين، وجد نفسه مضطرًا لتقاسم الضوء. إحساس خفي بالتهديد تسرب إلى الغرف المغلقة، حيث بدأ التمرد الصامت، وبدأت علامات تضخم الأنا تظهر في لاعب صنعته مدريد ثم بدأ يعتقد أنه صار أكبر منها.
انتهاء عصر أنشيلوتي مثل نقطة الانفصال الحقيقية.. المدرب الأبوي الذي كان يمسح على رأسه ويغفر زلاته رحل. وصول تشابي ألونسو، بعقلية الجنرال، وضع فينيسيوس في اختبار لم يعتده، الانضباط أولًا، والنجومية تأتي لاحقًا.
تفاصيل "ذا أتلتيك" كشفت الشرخ القديم.. بداية الخلاف تعود إلى السابع من يوليو في نصف نهائي مونديال الأندية ضد باريس سان جيرمان، حين خطط ألونسو لإجلاس فينيسيوس على الدكة، ولولا إصابة ألكساندر أرنولد لما شارك. وحتى مشاركته جاءت في مركز الجناح الأيمن بدلًا من الأيسر، في رسالة تكتيكية واضحة، عنوانها الالتزام.
الكلاسيكو فجر كل ما كان مكتومًا.. لحظة استبداله في الدقيقة 72 أخرجت غضبه دفعة واحدة، ثم جاءت رسالة الاعتذار لتشعل الأجواء مجددًا بتجاهله ذكر اسم مدربه، وتوجيه الشكر لبيريز واللاعبين فقط.
المعركة لم تعد فنية فقط، الورقة الاقتصادية دخلت الطاولة. اللاعب الذي يحصل على 18 مليون يورو صافيًا رُفع عرضه إلى 20، لكنه طالب بقفزة هائلة إلى 30 مليونًا، بعقد يضاهي ما ناله كريستيانو رونالدو ومكافآت غير مسبوقة، رغم أنه يعيش واحدة من أسوأ فتراته. فالأرقام تؤكد كل شيء، 5 مباريات مكتملة فقط من أصل 17.
المشهد الختامي يضع بيريز أمام مفترق طرق حاد.. إما الانحناء لنجم متمرد على حساب مشروع ألونسو، وهي عادة ليست موجودة في مدريد، أو اتخاذ القرار الأصعب وفتح الباب أمام الرحيل قبل أن يتحول الموسم إلى حطام.