هل تشهد فنزويلا اليوم صراعا نوويا يذكرنا بأزمة الصواريخ الكوبية؟.. الولايات المتحدة تحشد قواتها قبالة سواحل فنزويلا، بينما تكشف تقارير أمريكية عن احتمال نشر روسيا لأسلحة نووية في كراكاس.
وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث دعا نحو 800 عسكري إلى اجتماع في قاعدة كوانتيكو بولاية فرجينيا، وسط تكهنات واسعة بأن الاجتماع الأضخم منذ عقود يناقش "تهديدا نوويا".. تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" نقْلا عن "مصدر دفاعي" يؤكد وجود مخاوف جدية من انتشار أسلحة روسية في فنزويلا، لكن دون دلائل ملموسة حتى الآن؛ ما يعكس الغموض والقلق داخل أروقة الإدارة الأمريكية.
هذا الحشد العسكري يشمل آلاف مشاة البحرية، وأسطولا من السفن والغواصات، وطائرات الشبح F-35، قبالة السواحل الفنزويلية، في مشهد يذكّر بأيام أزمة كوبا، عندما كاد العالم ينزلق نحو حرب نووية.
التحليل يشير إلى أن الولايات المتحدة إذا تأكدت من وجود الأسلحة قد تلجأ لتكتيكات متعددة.. فرض حصار بحري، وضغوط اقتصادية على مادورو، وتشديد العقوبات على روسيا، وربما استهداف الدعم من دول ثالثة مثل كوبا أو الصين.
السيناريوهات العسكرية والدبلوماسية كلها محتملة، لكن ما يربك واشنطن هو عدم اليقين الكامل حول حجم التهديد النووي.
الأمر الأكثر إثارة للقلق أن أي نشر لأسلحة نووية روسية في فنزويلا يعني اختراقا مباشرا لمبدأ مونرو، ويضع الولايات المتحدة أمام اختبار استراتيجي لم يشهده نصف الكرة الغربي منذ أكثر من ستة عقود.
بين الغموض والتحركات العسكرية والتهديدات المحتملة، يبدو أن الكاريبي على أعتاب اختبار استراتيجي جديد، حيث كل خطوة محسوبة بدقة، وكل إشارة قد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق.. فهل نعيش بداية أزمة نووية جديدة على غرار أزمة الصواريخ الكوبية؟
