أسعار الذهب تشهد ارتفاعات جنونية..مسجلة قمماً تاريخية تثير تساؤلات المستثمرين والاقتصاديين وحتى الناس العاديين على حد سواء.. ما الذي يشعل هذه الحمى الذهبية؟
في ظل موجة تضخمية عالمية وقلق متصاعد من الحروب والتوترات الجيوسياسية يعود الذهب إلى الواجهة وسط أي أزمة عالمية كملاذ آمن لترتفع أسعاره بشكل جنوني متجاوزاً كل التوقعات.
سعر الذهب يواصل صعوده القياسي فقد لامس 3500 دولار للأونصة مدفوعاً بخوف المستثمرين من الانكماشات الاقتصادية وانهيار الثقة بالعملات الورقية.
البنوك المركزية الكبرى وعلى رأسها الصين وروسيا بدأت تكدّس الذهب بشكل غير مسبوق في محاولة لحماية اقتصاداتها من أي هزّة عالمية.. لكن في قلب هذه العاصفة الذهبية يبقى السؤال القديم يتجدد..
هل تمتلك الولايات المتحدة بالفعل ما يكفي من الذهب لتبقى في حالة من الاستقرار؟
إنه حصن "فورت نوكس" الغموض المغلّف بالذهب.. في ولاية كنتاكي الأمريكية وتحديداً خلف أسوار محصّنة بباب فولاذي يزن أكثر من 20 طناً يقع حصن "فورت نوكس" أحد أكثر المواقع حراسة على سطح الأرض..
ووفقاً للبيانات الرسمية يحتوي هذا الحصن على حوالي 147.3 مليون أوقية من الذهب ما يمثل حوالي 2.3% من إجمالي الذهب المستخرج في تاريخ البشرية وما يعادل 56.35% من إجمالي الاحتياطي الوطني..
يعمل هذا الاحتياطي كشبكة أمان مالي في حالة عدم الاستقرار الاقتصادي، فالقيمة الفعلية للمخزون قد تصل لأكثر من 440 مليار دولار.
لكن المفاجأة من خلف الكواليس أنه لم يُسمح لأي جهة مستقلة بتفتيش الذهب المخزّن هناك منذ أكثر من 60 عاماً وفي كل مرة تُثار فيها مطالبات بالتدقيق في احتياطي الذهب الأمريكي تأتي الردود مبهمة ومراوِغة..
البعض يرى في ذلك محاولة لإخفاء حقيقة صادمة أن الذهب ربما لم يعد موجوداً بالكامل أو أنه تم رهنه أو بيعه دون علم الشعب الأمريكي..
مؤخراً طالب نواب أمريكيون بـ"تدقيق الذهب" في حصن فورت نوكس، محذرين من أن الشفافية غائبة بشكل مريب عن هذا الملف.. فهل هناك ما تخفيه واشنطن؟