هل يوشك القرن الإفريقي على الانفجار مجددًا؟.. في خطوة تحمل دلالات سياسية، أعلنت إريتريا انسحابها من الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد"، منظمة لطالما اعتبرت صمام الأمان الإقليمي.
خطوة أسمرا هذه ليست مجرد قرار إداري، بل تعكس فقدان الثقة في آليات العمل الجماعي، وتعيد المنطقة إلى مربع التوتر والشكوك القديمة.
البيان الرسمي الإريتري كان واضحًا وحاسمًا، "إيقاد" لم تعد قادرة على حماية مصالحنا، ولم تعد ضامنًا للاستقرار الإقليمي، بحسب أسمرا.. رغم غياب أي ذكر مباشر لإثيوبيا، إلا أن العلاقة بين البلدين تظل في صلب المعادلة.. تصعيد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لموضوع وصول بلاده إلى البحر الأحمر أشعل فتيل التوتر، وكشف هشاشة المصالحة بعد اتفاقات السلام السابقة، التي ظلت حبرًا على ورق أكثر مما هي واقع ملموس على الأرض.
المحللون يرون أن هذه الخطوة تأتي في وقت تحاول فيه الأطراف الدولية إعادة تفعيل "اتفاق الجزائر" لعام 2000، كمرجعية وحيدة للسلام بين إريتريا وإثيوبيا.. لكن الوقائع على الأرض تقول غير ذلك، الاتفاقات لم تُنفّذ بالكامل، والنزاعات القديمة ما زالت كامنة تحت السطح، وجميع المؤشرات تدل على أن أي انفجار محتمل سيكون له تداعيات إقليمية ودولية واسعة، خصوصًا مع تصاعد أهمية البحر الأحمر كمسرح للصراع الجيوسياسي.