في نهاية هذا الشارع يقع باستيل سوريا الضخم، إنه المربع الأمني الشهير، الذي سماه بعضهم هكذا نسبة إلى سجن الباستيل الفرنسي الشهير، الذي كان رمزًا للقمع والاستبداد في العصور الملكية الفرنسية قبل الثورة الفرنسية عام 1789.
تعرض منذ الساعات الأولى لسقوط النظام، لاقتحام وعمليات نهب، قبل أن تدخل إليه قوات القيادة العامة، وتستتب الأمور.
الفروع الأمنية هنا متلاصقة، تتوزع على جانبي الطريق الواصل بين أوتوستراد المشفى الجامعي، وطريق الجمارك، حيث يغلق المدخلان ببوابات حديدية محصنة، لا يسمح بعبورها إلا بعد إجراءات صارمة.
أشهر الفروع الأمنية في هذه المنطقة، هي فرع فلسطين والفرع الداخلي، والسرية، والأمن العسكري، ويختص كل من هذه الفروع، بمجال معين، لكن مجرد التفوه بأسمائها، يكفي لإثارة الرعب بين الناس.
المشهد الآن تغير، والمدنيون جاؤوا مبكرًا مع المسلحين الوافدين من الريف، حتى يكتشفوا غموض هذا المكان، الذي يقولون إن الداخل إليه مفقود، والخارج منه مولود.
تحت هذه الأبنية، توجد سجون ضخمة، لا أحد يعلم كم تمتد، فبعضهم يقول إنها تصل إلى المشفى الجامعي من جهة الغرب، بينما من جهة الشرق، تلامس مبنى الجمارك، أو تتجاوزه وصولًا إلى مبنى الشبيبة.
وتغلق قوات القيادة العامة، هذه المنطقة، بانتظار اكتشاف الممرات السرية والأقبية، من أجل إطلاق سراح المساجين الذين يتوقع أن تكون أعدادهم كبيرة جدًّا، لكن الأهالي لا يستطيعون الانتظار، فقد وفدوا من كل الأماكن، كي يسألوا عن أبنائهم المعتقلين هنا.
يحاول الناس الدخول إلى المربع المرعب، لكن عناصر الدفاع المدني، لم تنه سبر المنطقة، التي يقال إنها متداخلة ومعقدة، وبالتالي ما عليهم سوى التحلي بالصبر، وتهدئة نفوسهم بالقول: إن الفرج قريب!