هل يمكن لجثث رهائن قتلوا قبل أشهر في غزة أن تعيد إشعال الحرب بين حماس وإسرائيل؟.. الأزمة الأخيرة في ملف تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين تشير إلى أن هذه القضية لم تعد مجرد تفاصيل ثانوية، بل أصبحت عامل ضغط سياسي واستراتيجي حقيقي.
حماس تحتجز حتى الآن عشرات الجثث، وسلّمت جزءًا ضئيلًا فقط ضمن اتفاق التبادل.. هذا التأخير رغم وصفه بـ"الأزمة العابرة" من قبل بعض المحللين، أثار غضب إسرائيل التي ردت بتقليص المساعدات الإنسانية والوقود كرسالة ضغط واضحة.
الوسطاء العرب والدوليون يتدخلون لتجنب انهيار الاتفاق لكن الواقع الميداني في غزة يعقد العملية.. البيوت المدمرة، ومواقع الدفن التي غطاها الركام، ووجود الجيش الإسرائيلي في معظم القطاع، يجعل استخراج الجثث مهمة صعبة للغاية، وربما مستحيلة في بعض الحالات.
إلى جانب التحديات الميدانية هناك البعد السياسي.. في إسرائيل، يسعى نتنياهو وحلفاؤه لتوظيف تأخر التسليم كورقة ضغط داخلية، بينما تستفيد حماس من تأجيل التسليم لإبقاء الرهائن الميتين نقطة قوة في المفاوضات الإقليمية والدولية.. هنا يصبح "الرهائن الميتون" أكثر من مجرد جثث.. هم رموز سياسية، وأداة ضغط، وربما شرارة محتملة لتصعيد جديد إذا ما فشل الوسطاء في حل الأزمة سريعًا.
وبينما تواصل الأطراف المفاوضة عملها يبقى السؤال الأكبر.. هل سيتحول هذا الملف إلى أزمة إنسانية وسياسية جديدة تفجر الاتفاق، أم سيظل مجرد عقبة عابرة يمكن تجاوزها؟