logo
العالم العربي

"حرق المراحل".. هل تهدد استراتيجية ترامب اتفاق غزة؟

ترامب أثناء توقيع وثيقة السلام في شرم الشيخ المصدر: رويترز

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن بدء تنفيذ "المرحلة الثانية" من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم عدم استكمال تنفيذ المرحلة الأولى، في خطوة تعكس استراتيجيته المعروفة بـ"حرق المراحل" لتحقيق تقدم سريع في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.

وجاء إعلان ترامب عن بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار عبر منصته على "تروث سوشال"، حيث أشار إلى نجاح المرحلة الأولى التي تضمنت إطلاق سراح 20 رهينة إسرائيليًا حيًا مقابل أكثر من 1700 معتقل فلسطيني، إلى جانب تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

أخبار ذات علاقة

ترامب في الكنيست

ترامب يعلن انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق غزة

مخاطر جمة

ويرى خبراء أن نهج ترامب في "حرق المراحل" يحمل مخاطر جمة، إذ قد يؤدي التسرع في إنجاز مراحل اتفاقية وقف إطلاق النار الثلاثة إلى تجاهل تعقيدات الوضع على الأرض، مثل الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن بعض المسائل، ومنها نزع سلاح الحركة، أو التحديات اللوجستية لإعادة الإعمار.

وقال الخبراء لـ"إرم نيوز" إن إعلان ترامب المبكر عن بدء المرحلة الثانية بين إسرائيل وحركة حماس، رغم استمرار التفاوض غير المباشر بينهما، يهدف إلى ممارسة ضغط علني لتسريع الوصول إلى اتفاق يسهم في تعزيز صورته كـ"صانع للسلام".

وكانت المرحلة الأولى من اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قد حققت نجاحًا جزئيًا، لكنها لم تُستكمل كافة متطلباتها، حيث لا تزال جثامين بعض الرهائن الإسرائيليين لم تُسلم بعد، وهو ما أشار إليه ترامب بقوله: "المهمة لم تنتهِ". كما شهدت الهدنة انتهاكات، منها مقتل نحو 9 فلسطينيين في شمال غزة على يد الجيش الإسرائيلي.

استراتيجية حرق المراحل

ويؤكد المحلل السياسي نور الدين حمودة أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعكس مدى استعجاله في "حرق المراحل" والسعي للتقدم السريع والمباشر لإنجاز أهدافه السياسية كرجل صانع للسلام، رغم عدم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاقية.

وقال المحلل حمودة إن المفاوضات الأولية غير المباشرة حول المرحلة الثانية من اتفاقية وقف إطلاق النار ما زالت مستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في شرم الشيخ، وسط خلافات بين الجانبين بشأن بعض المسائل التي قد يؤدي عدم التوصل إلى حلول بشأنها إلى فشل المفاوضات.

وبحسب حمودة، فإن نجاح استراتيجية ترامب في تسريع إنجاز المرحلة الأولى من اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة لا يعني بالضرورة إمكانية نجاح نفس الأسلوب في المرحلة الثانية، التي تتضمن التفاوض على بنود معقدة للغاية وتتطلب المزيد من الوقت للوصول إلى حلول لها.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب: بدأنا محادثات المرحلة الثانية من اتفاق غزة

مغامرة غير محسوبة

من جانبه، قال المحلل السياسي لطفي الزغير إن الرئيس الأمريكي أعطى حركة حماس مهلة قصيرة للقبول بخطته لإنهاء الحرب في غزة؛ ما أدى إلى بدء المرحلة الأولى في أقل من أسبوعين، واليوم ينتقل مباشرة إلى المرحلة الثانية دون انتظار إنهاء كل التزامات المرحلة الأولى، وهو ما يعكس رغبته في "حرق المراحل" لإظهار نجاح سريع.

وأكد المحلل الزغير أن المفاوضات ليست سهلة، ومن الصعوبة بمكان إنجاز ملفاتها بالسرعة التي يرغب بها الرئيس الأمريكي، وإذا فشلت مفاوضات المرحلة الثانية، قد يُتهم ترامب بالمغامرة غير المحسوبة التي قد تؤدي إلى العودة إلى التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس.

يُشار إلى أن المرحلة الثانية من اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة تشمل نزع تسليح حركة حماس كشرط أساسي لانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من القطاع وإنهاء دور الحركة في الحكم، مع تشكيل حكومة انتقالية فلسطينية تكنوقراطية تحت إشراف "مجلس السلام" برئاسة ترامب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC