تحت عنوان قد يبدو غريبًا ولكنه يعكس توترًا حقيقيًا، حذرت مصادر بريطانية من احتمال اندلاع "حرب الويسكي" بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يقودها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ويُخشى أن تكون هذه الحرب جزءًا من مفاوضات شائكة حول الرسوم الجمركية بين البلدين، وفقًا لصحيفة "التيلغراف" التي نقلت مخاوف وزراء بريطانيين وسط تعهدات ترامب السابقة بفرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات الأجنبية.
ويعود الصراع التجاري بين البلدين إلى 2019 عندما فرضت كل منهما تعريفات بنسبة 25% على المشروبات الكحولية بسبب نزاع حول شركتي بوينغ وإيرباص.. وبرغم التوصل إلى هدنة مدتها 5 سنوات في 2021، فإن الموعد النهائي لعودة الرسوم يقترب في يونيو 2026 ما لم يتم التوصل إلى تسوية جديدة.
وتتخوف الشركات البريطانية، خاصة تلك المعنية بصناعة الويسكي الإسكتلندي الشهيرة عالميًا، من أن يستخدم ترامب هذه الرسوم كوسيلة ضغط خلال محادثات التجارة.. ويُخشى أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية الأمريكية والبريطانية بنسبة تزيد على 20%، مما سيضر بالأسواق المحلية والخارجية على حد سواء.
ونقلت "التيلغراف" عن مايلز بيل الرئيس التنفيذي لرابطة تجارة النبيذ والمشروبات الكحولية قوله: "نحن قلقون للغاية من احتمال عودة الرسوم الجمركية في ولاية ترامب الثانية.. نطالب الحكومة بالتحرك سريعًا لمنع حدوث ذلك".
ولم يقتصر الأمر على الكحوليات إذ تسعى بريطانيا إلى الحصول على إعفاءات جمركية لقطاعات حيوية مثل الخدمات المالية، والتكنولوجيا، والأدوية.. وعلى الجانب الآخر اقترح ترامب، في حملاته السابقة، تحويل الرسوم الجمركية إلى بديل لضريبة الدخل ما يزيد القلق من استخدامه لهذه الرسوم كورقة ضغط دبلوماسية غير مسبوقة.
وتجد المملكة المتحدة نفسها بين شقي الرحى إما تعزيز علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي أو الانصياع لشروط تجارية قاسية من واشنطن، وفي ذات السياق أكد وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز أن أي خطوة قد تؤثر سلبًا على العلاقة مع أوروبا ستحتاج إلى دراسة دقيقة.
ومع اقتراب تولّي ترامب مهامه الرئاسية يبدو أن العالم قد يشهد فصلاً جديدًا من النزاعات التجارية.. فهل تنجح بريطانيا في التفاوض لتجنب هذه الحرب؟ أم أن "الويسكي" سيكون شرارة جديدة لتوتر اقتصادي عالمي؟