في يومٍ من السنة، يصبح الموتُ عيدًا؛ لا حزن، لا دموع، بل موسيقى وألوان، ورقصٌ بين جماجمَ مرسومة ووجوهٍ كأنها لوحات كاريكاتورية. تلك هي المكسيك… وذاك “يوم الموتى”.
يومٌ يحتفل فيه الناس بالموت، لا بالحياة. لكن في اللحظة نفسها، دوّى انفجارٌ مأساوي في سونورا، حصد أرواح أكثر من عشرين شخصًا. فرحٌ يجاور الفقد.
الغريب ليس في المكسيك، بل فينا نحن. هم حوّلوا الخوف إلى فن، والوجع إلى تراث، والموت إلى علامةٍ تجاريةٍ تدرّ السياحة والدهشة. أما نحن، فنعيش خلف الشاشات، نوثّق كل لحظةٍ وننسى أن نحيا. نركض وراء الوقت، واللايك، والترند الجديد.
ربما نحن الأموات الحقيقيون… جثثٌ متصلةٌ بالواي فاي، تبتسم بعدساتٍ مفلترة لتقنع نفسها أنها على قيد الحياة.