"شبح الحرب الباردة" يطل برأسه على العالم مجددا، لكن هذه المرة من بوابة أوكرانيا، مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها كييف برصدها استخدام روسيا صاروخا "سريا ومحظورا" وبعدد ليس بالقليل، ما يعيد مسألة الردع الاستراتيجي إلى صدارة اهتمامات القوى الكبرى.
"جردة الحساب" الأوكرانية تؤكد استخدام روسيا صاروخ "9 إم 729"، المحظور بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، في 23 هجوما منذ أغسطس الماضي، وهو ما اعتبره وزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبيها، ازدراء من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للولايات المتحدة، وللجهود الدبلوماسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
ويعتبر صاروخ "9 إم 729" السبب الرئيسي في انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى سنة 2019، أي في الفترة الرئاسية الأولى لترامب، وقالت واشنطن آنذاك إن تطوير موسكو لهذا الصاروخ سريا "انتهاك للمعاهدة".
ويبلغ مدى الصاروخ الروسي القادر على حمل رؤوس نووية، 2500 كيلومتر، علما أن الحد الأقصى بحسب معاهدة القوى النووية 500 كيلومتر، كما يستطيع "صاروخ الرعب" الروسي حمل رأس حربي واحد يزن 450 كيلوغراما، وهو ما يفتح "بوابة الجحيم النووية" مجددا على سباق التسلح بين القوى الكبرى، وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.