"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
في أعماق المحيط الأطلسي بعيداً عن أعين الرادارات تبحر غواصات بدائية الصنع لا يتجاوز حجمها شاحنة صغيرة محملة بأطنان من الكوكايين الكولومبي عالي الجودة في رحلة جنونية نحو سواحل إسبانيا.. إنها ليست مشاهد من فيلم بل واقع مرعب.
صحفي بريطاني في تقرير ميداني لصحيفة "ذا صن" وصف دخوله إحدى هذه الغواصات بـ"التجربة داخل نعش عائم" لا حمّام لا تهوية ولا أي مظهر للحياة، فقط ثلاثة مهربين وكومة من الكوكايين تساوي أكثر من 120 مليون جنيه إسترليني في رحلة امتدت 28 يوماً عبر 4,000 ميل من الجحيم البحري.
القصة بدأت عام 2019 عندما اعترضت السلطات أول "غواصة مخدرات" أُطلق عليها اسم "تشي" بُنيت في غابات الأمازون. الغواصة كانت محمّلة بثلاثة أطنان من الكوكايين.
لكن هذه لم تكن الحادثة الوحيدة، فمنذ ذلك الحين تم رصد واعتراض ثماني غواصات على الأقل، ما كشف عن شبكة تهريب متطورة تتحد فيها كارتلات أمريكا الجنوبية مع عصابات أوروبية وتستخدم غواصات يصعب تعقبها بالرادارات أو اختراقها إلكترونياً.
ساحل غاليسيا الإسبانية تحول إلى "ساحل الكوكايين"، حيث يفرغ المهربون شحناتهم في البحر لتلتقطها قوارب سريعة، فيما تُغرق الغواصات بعد تنفيذ المهام.. وراء هذه العمليات تقف مافيات خطيرة تنقل المخدرات إلى دول مثل بريطانيا ثاني أكبر مستهلك للكوكايين في العالم.
ومع تصاعد التهديد تحشد إسبانيا قواتها الجوية والبحرية مدعومة بأجهزة استخبارات دولية، لكن القلق الأكبر ليس فقط في الكوكايين بل في عنف الكارتلات الذي بدأ يتسلل إلى شوارع إسبانيا.. إنها حرب خفية تجري بين الكارتلات وقوات الأمن والمخدرات تواصل طريقها بصمت.