في عرض البحر الكاريبي، مشهد غير مسبوق منذ عقود. سفن حربية أمريكية، وطائرات مقاتلة، وقاذفات B-52 تُحلق علنا قرب سواحل فنزويلا. الرسالة واضحة: الوقت ينفد، والتهديد بات على الأبواب.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فشل في الإطاحة بنيكولاس مادورو خلال ولايته الأولى، يعود اليوم وبقوة، لكن هذه المرة، بصوت المحركات العسكرية. نهج يريده واضحا: قوة تُرى ولا تُجرّب. تضع مادورو أمام الأمر الواقع.
الغطاء الرسمي: "حرب على المخدرات". لكن الضربات وعمليات الاستعراض الجوي والبحري تقول غير ذلك.
الهدف حتما: إجبار مادورو ومن حوله على المغادرة أو مواجهة العاصفة.
الواقع على الأرض، واشنطن تُمارس ضغطًا نفسيًا وعسكريًا لدفع رموز النظام إلى الانقسام أو الهروب.
وداخل كراكاس، ارتباكٌ خلف الكواليس: مسؤولون يغيرون هواتفهم، ويُبدّلون مواقع نومهم كل ليلة، فيما أُعيد نشر حراس جدد قادمين من كوبا. الخوف تسلّل إلى الداخل، وفقا لتقارير أمريكية.
لكن مادورو لا يزال يتحدّى. يُجري تدريبات عسكرية، ويعلن جهوزية الدفاع.
في المقابل، تلوّح واشنطن بالقبض عليه أو حتى تصفيته.
فهل تقترب فنزويلا من لحظة الحسم؟ أم تكون نهاية بصفقة مفاجئة أو انشقاق درامي من الداخل؟
ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة، تترقب من مخبئها لحظة الانقضاض. وواشنطن تراهن على انهيار داخلي، لا غزو شامل.
لكن الرهانات لا تكون دائمًا مضمونة، خاصةً في بلد يملك أكبر احتياطيات نفط في العالم، ويقف في قلب صراع جيوسياسي بين الصين وروسيا من جهة، وأمريكا من جهة أخرى.