الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
رحلة جوية بدت عادية على الورق لكنها تخفي وراءها خطة مثيرة للقلق.. عشرات الفلسطينيين من غزة سافروا تحت غطاء إنساني، بينما "التهجير الصامت" ينجح في نسج واقعه الديموغرافي الجديد مستغلاً ضعف السكان بعد عامين من الدمار والحصار.
الرحلة التي انطلقت من مطار "رامون" الإسرائيلي باتجاه "جوهانسبرغ" مروراً بأحد مطارات القارة الأفريقية فتحت باب الشكوك حول الجهة المنظمة المدعوة "المجد أوروبا"، خاصة بعد أن حملت على متنها عشرات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، أغلبهم من العائلات، وأثارت تساؤلات عن أهدافها الحقيقية في ظل مشاريع إسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع الذي دُمّرت غالبية مناطقه.
أحد الفلسطينيين يدعى أحمد – اسم مستعار – كشف أنه علم بالمؤسسة المنظمة من عائلات سبق إجلاؤها إلى إندونيسيا، وبدأ التواصل معها بحثا عن فرصة للخروج من القطاع بعد حصوله على منحة دراسية، وأوضح أن المرحلة الأولى كانت تُنفذ مجاناً؛ إذ تولت المؤسسة ترتيب السفر حتى الوصول إلى الوجهة النهائية، لكن مع تزايد الطلب بدأت تطالب بدفع مبالغ مالية دون أي آلية واضحة أو أرقام ثابتة؛ ما أثار شكوكه حول جدية المؤسسة.
الكاتبة والمحللة الفلسطينية إلهام شمالي اعتبرت أن مؤسسة "المجد أوروبا" التي اتهمتها تقارير بتنظيم الرحلة تخفي وراء نشاطها أهدافا تتعلق بجمع معلومات حساسة واستغلال حاجة الفلسطينيين في ظل الحرب، وأضافت شمالي، لـ"إرم نيوز"، أن ما يُسمى بـ"السفر الإنساني" يمثل في جوهره تهجيراً صامتاً يُنفذ تحت غطاء إنساني مثل العلاج أو الدراسة بهدف اقتلاع الفلسطينيين من قطاع غزة ضمن مخططات أوسع..
والمثير للقلق أن نحو 160 ألف مصاب بحاجة للعلاج خارج القطاع ما يجعلهم هدفاً لمؤسسات تستغل الأزمة الإنسانية لتنفيذ عمليات تفريغ تدريجي للسكان.
من جهته، أكد المحلل السياسي باسم أبو عطايا، لـ"إرم نيوز"، أن الشركة التي تنظم الرحلات تروج لنفسها كجهة إنسانية لكنها في الواقع أداة ضمن استراتيجية إسرائيلية لتفريغ غزة وتمرير مخططات اليمين المتطرف لتقليل عدد السكان وإضعاف البنية المجتمعية، مع خلق حالة إرباك سياسي تتزامن مع محاولات إعادة الحياة إلى القطاع.
التحليل النهائي للخبراء يشير إلى أن هذه الشركات ليست مجرد جهود إنسانية بل أدوات استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد لإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي لغزة عبر استغلال اليأس والحاجة الإنسانية للفلسطينيين.