وجوه كثيرة للألم في غزة.. بيوت عزاء لا تغلق أبوابها.. دمار لا تخطئه عينك أينما اتجهت.. وكذلك أمهات وآباء يترقبون أي خبر عن مصير أحبتهم المغيّبين قسراً ولا يُعرف مصيرهم.
ومع دخول الحرب عامها الثالث، يعيد المركز الفلسطيني للمفقودين التذكير بـ“جرح مفتوح“ يثقل كاهل الأهالي في غزة، تقديراته تشير إلى وجود ما بين 8,000 و9,000 مفقود انقطعت أخبارهم أثناء القصف أو في ظروف غامضة خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
بدورها تمتلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائمة منفصلة تضم ما لا يقل عن 7000 حالة لمفقودين لم يُعرف مصيرهم، وسط اتهامات لا تتوقف من منظمات حقوقية لإسرائيل باحتجاز مئات الفلسطينيين قسرًا دون تهم أو محاكمة.
في المقابل ترفض اللجنة الدولية لشؤون المفقودين إعطاء أرقام تتعلق بالملف، وتؤكد عدم وجود إحصاءات دقيقة للأشخاص مجهولي المصير، مشيرة إلى أن هذا الغموض ينعكس أيضًا على دقة أرقام القتلى في قطاع غزة.
التحقيق في هذا الملف يتطلب، وفقاً لخبراء، تقنيات متقدمة لتحليل الحمض النووي، وعينات DNA من العائلات والجثث المجهولة، إضافة إلى استخدام الصور الجوية لتحديد مواقع الدفن، لكن إسرائيل منعت دخول مستلزمات اختبار الحمض النووي إلى غزة منذ ما قبل الحرب، ما يعقد جهود التحقيق.
وبين حرب لا تتوقف وانقطاع أخبار الكثيرين في غزة، تعبّر عائلات المفقودين عن ألم لا يهدأ، وأمل بخبر قريب قد يعيد البهجة لبيوت اعتادت على الحزن منذ السابع من أكتوبر.. تاريخ حرب لم يختاروها لكنهم تجرعوا ألم نتائجها.