قُتل نحو 252 صحفيًا في غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وفق بيانات الأمم المتحدة، وذلك في أكثر النزاعات الحديثة الموثقة دموية بالنسبة للإعلاميين في العالم.
وبحسب المقررة الأممية الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير، إيرين خان، فإن عدد الصحفيين الذين قضوا في غزة وحدها، تجاوز الحصيلة التي سُجلت في الحربين العالميتين وحرب فيتنام وحروب يوغوسلافيا وأفغانستان "مجتمعة".
بينما قتل 14 صحفياً فقط في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي مطلع 2022، فيما أشارت خان إلى "عشرات" القتلى في حرب أفغانستان التي امتدت لعقدين.
وتُشير التقارير إلى أن الغالبية من الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة هم فلسطينيون قضوا أثناء تغطيتهم للأحداث في القطاع، أو جرّاء استهداف منازلهم أو مقارهم الإعلامية.
وتؤكد لجنة حماية الصحفيين، من جهتها، أن هذه الحرب شهدت تسجيل "أكبر عدد من الصحفيين القتلى في نزاع واحد منذ بدء توثيق الانتهاكات بحق الإعلاميين"، كما توثّق اللجنة لمقتل صحفيين لبنانيين وإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر.
وبحسب إعلان محدّث لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، فقد وصل عدد القتلى من الصحفيين إلى 254 ضحية.
حتى 30 سبتمبر 2025، وثّقت لجنة حماية الصحفيين، ما لا يقل عن 152 حالة إصابة للصحفيين وحالتين مفقودتين، فيما تعتقد أن العدد الحقيقي للصحفيين الفلسطينيين المصابين أعلى من ذلك على الأرجح، وتواصل التحقيق في حالات إضافية.
وفي السياق، أعربت وكالات الأنباء العالمية "فرانس برس" و"أسوشيتد برس" و"بي بي سي نيوز" و"رويترز" في يوليو/ تموز الماضي، عن قلقها العميق حيال الوضع الإنساني المتدهور الذي يواجهه الصحفيون العاملون في قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب ونقص الإمدادات الأساسية.
ودعت الوكالات في بيان مشترك، السلطات الإسرائيلية إلى ضرورة السماح بدخول وخروج الصحفيين من غزة، مشددة على أهمية إيصال المواد الغذائية، بكميات كافية إلى السكان المدنيين في القطاع، حيث ينهش الجوع أيضًا أجساد الصحفيين.
وشدد ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، على ضرورة احترام الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام وحمايتهم والسماح لهم بالقيام بعملهم بحرية بدون خوف أو مضايقات، في أعقاب استهداف صحفيين، في أغسطس/ آب الماضي.
وافتقد العالم ولا سيما العربي منه، في ثنايا حرب غزة وجوهاً اعتادوا على ظهورها لنقل وقائع ما يحدث على الأرض، كما كُسرت أقلام عدد من شهود الحقيقة، بعدما نالت الحرب من أسماء إعلامية بارزة راحت ضحية لحرب أوشكت أن تدخل عامها الدموي الثالث.
يعد مقتل نحو 252 صحفيًا على الأقل في أتون حرب غزة، انهيارًا غير مسبوق في حماية الإعلاميين أثناء النزاعات المسلحة؛ ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية العمل على عدم تكرار هذه الخروقات لحماية الصحافيين.
