سماء أوكرانيا لم تعد مجرد مساحة خالية، لقد تحولت إلى مسرح لصراع غير مرئي، اقتحمه التنين الصيني بكل ثقله، دون أن يطلق رصاصة واحدة.
فوق السحاب، تتلاقى التكنولوجيا مع الحروب التقليدية لتشكل وجهًا جديدًا للقتال.
في هذا الصراع، تلعب الأقمار الصناعية دور العيون الصامتة التي تُراقب، وتُحدد، وتوجه ضربات دقيقة تُغير موازين القوى على الأرض.
أجهزة الاستخبارات الأوكرانية كشفت عن تعاون خطير بين موسكو وبكين، حيث تقدم الأخيرة معلومات دقيقة لروسيا من خلال أقمارها الصناعية.
هذه المعطيات تسمح لموسكو بتحديد مواقع إستراتيجية بدقة عالية؛ ما يسهّل توجيه ضربات صاروخية فعالة داخل الأراضي الأوكرانية، مستهدفة منشآت حيوية ومناطق تضم استثمارات أجنبية.
وهذا التعاون كشفه المسؤول الأوكراني أوليه ألكسندروف، الذي أكد أن الصين تزود روسيا بما تحصل عليه عبر أقمارها الصناعية، وهو ما يشكل تصعيدًا غير مسبوق في الحرب.
وفي أغسطس الماضي، أدى قصف روسي بدعم هذه المعلومات إلى إصابة 15 شخصًا في مصنع للأجهزة الكهربائية في منطقة زاكارباتيا غرب أوكرانيا؛ ما يؤكد فاعليته في تعزيز القدرات العسكرية الروسية.
من جهة أخرى، التحذيرات تأتي من بريطانيا، التي تؤكد أن روسيا تشنّ حملات متكررة أسبوعيًّا لتشويش وتعطيل الأقمار الصناعية البريطانية العسكرية، في سباق تسلح فضائي متسارع يشمل الولايات المتحدة والصين أيضًا.
تتصاعد التوترات في الفضاء، حيث تُختبر الأسلحة المضادة للأقمار؛ ما يجعل السماء ساحة جديدة للحرب العالمية القادمة.